قناديل-1-
إبن تيمية و بدعة الجهة العدمية من البدع المنكرة التي ابتدعها ابن تيمية بدعة وجود الله تعالى في جهة عدمية! وهي بدعة تيمية خالصة لم ترد لا في كتاب ولا في سنة ولا على لسان السلف الصالح رضي الله عنهم، فهو مبتدعها ومخترعها ولازال أتباعه إلى اليوم يكررون هذه البدعة ناشرين لها مع زعمهم أنها عقيدة السلف الصالح رضي الله عنهم، وهم يعلمون أن هذه العقيدة ليست عقيدة السلف بل عقيدة ابن تيمية ونحن نطالبهم بأمر بسيط غاية في البساطة، أن يذكروا لنا آية واحدة أو حديثا واحدا ولو ضعيفا ورد فيه التصريح بوجود الله ـ في الجهة العدمية ـ وقد كان الحشوية قبل ابن تيمية يقررون أن الله في السماء أو فوق العرش أو على الكرسي ولكن ابن تيمية جاءهم ببدعة أن الله ليس فوق العرش ولا في جوف السماء ولا على الكرسي، وإنما هو في جهة عدمية تقع فوق السماء، وهذه الجهة ليست مخلوقة ولا أحد يمكنه فهم هذه البدعة ولكنه قائل بها، ومقلدوه قائلون بها• قال في كتابه ـ الجواب الفاصل بتمييز الحق من الباطل ـ تحقيق الدكتورة عواد بن عبد الله المعتق، طبع ـ مكتبة الرشد ـ الرياض ـ قال صفحة 23 ''فإذا قال ذلك القائل إن الله في جهة قيل له: ما تريد بذلك؟ أتريد بذلك أن الله في جهة موجودة تحصره وتحيط به مثل أن يكون في جوف السماء، أم تريد بالجهة أمرا عدميا وهو ما فوق العلم فإنه ليس فوق العلم شيء من المخلوقات؟! فإذا أردت بالجهة الوجودية وجعلت الله محصورا في المخلوقات فهذا باطل، وإن أردت بالجهة العدمية وأردت أن الله وحده فوق المخلوقات بائنا عنها فهذا حق'' اهـ!! ويقول في الرسالة التدمرّية ص 46 ما نصه: ''فيقال لمن نفى الجهة: أريد بالجهة أنها شيء موجود مخلوق؟ فالله ليس داخلا في المخلوقات، أم تريد بالجهة ما وراء العالم؟ فلا ريب أن الله فوق العالم مباين للمخلوقات'' اهـ• وهذه الجهة العدمية التي حسب خيال ابن تيمية موجودة فوق العالم وهي جهة حقيقية يوجد فيها الله تعالى ورغم كونها حقيقية فقد احتوت الله جل جلاله إلا أنها غير مخلوقة لأنها عدمية!! فهي جهة خالية من الجهة!! ؟ قال في منهاج سنته 1 / 217: ''وإن أريد بالجهة أمر عدمي وهو ما فوق العالم فليس هناك إلا الله وحده'' اهـ• وقال في منهاج 1 / 249: ''وإذا كان الخالق بائنا عن المخلوق امتنع أن يكون الخالق في المخلوق وامتنع أن يكون متحيزا بهذا الاعتبار، وإن أراد بالحيز أمرا عدميا فالأمر العدمي لا شيء وهو سبحانه بائن عن خلقه، فإذا سمي العدم الذي فوق العالم حيزا وقال: يمتنع أن يكون فوق العالم لئلا يكون متحيزا فهذا معنى باطل لأنه ليس هناك موجود غيره حتى يكون فيه'' اهـ• وقال في منهاج 1 / 250: ''وكذلك الكلام في لفظ الجهة فإن مسمى لفظ الجهة يراد به أمر وجودي كالفلك الأعلى، ويراد به أمر عدمي كما وراء العالم، فإذا أريد الثاني أن يقال كل جسم في جهة، وإذا أريد الأول امتنع أن يكون كل جسم في جسم آخر، فمن قال: الباري في جهة وأراد بالجهة أمرا موجودا فكل ما سواه مخلوق له في جهة بهذا التفسير فهو مخطئ، وإن أراد بالجهة أمرا عدميا وهو ما فوق العالم، وقال: إن الله فوق العالم فقد أصاب، وليس فوق العالم موجود غيره فلا يكون سبحانه في شيء من الموجودات'' اهـ• ويقول في ـ منهاجه ـ ص 216: ''لفـظ الجهة قد يراد به ما هو موجود، وقد يراد به ما هو معدوم، ومن المعلوم الا موجود إلا الخالق والمخلوق، فإذا أريد بالجهة أمر موجود غير الله تعالى كان مخلوقا، والله تعالى لا يحصره ولا يحيط به شيء من المخلوقات، وإن أريد بالجهة أمر عدمي، وهو ما فوق العالم، فليس هناك إلا الله وحده، فإذا قيل إنه في جهة، كان معنى الكلام: أنه هناك فوق العالم حيث انتهت المخلوقات، فهو فوق الجميع عال عليه''• اهـ وقد سار أنصار ابن تيمية على نهجه في الانتصار لبدعة المكان العدمي نذكر منهم ما يلي: ابن القيم يثبت المكان العدمي!! جاء في نونيته التي وضعها للانتصار لعقيدة التجسيم أبياتا في الانتصار للمكان العدمي قال فيها: كل الجهات بأسرها عدمية == في حقه هو فوقها ببيان الدكتور أحمد بن عطية بن علي الغامدي والجهة العدمية حاول الدكتور الغامدي في تعليقه على كتاب ''إثبات صفة العلو ـ للمقدسي صفحة 87 ان يشرح لنا هذه البدعة فقال: ''فالله سبحانه في السماء على العرش كما أجز عن نفسه وكما أخبر عنه نبيه صلى الله عليه وسلم، والعلو مما تقتضيه الضرورة والفطرة، وبداهة العقول، إلا أن ذلك لا يعني أنه سبحانه حالا في مخلوقاته، لأن الجهة التي أثبتناها لله تعالى إنما هي جهة عدمية لا وجودية، فالجهة إنما هي ثابتة لله تعالى بهذا المعنى''• ثم احتج لهذه البدعة بكلام لابن تيمية وقال ''وهكذا نرى أن الحق في مسألة الجهة والمكان هو اعتقاد أن الله على مخلوقاته بائن منها منفصل عنها، وهذا يعني الجهة العدمية لا الوجودية''• اهـ الدكتور خليل هراس يثبت الجهة العدمية قال في شرحه على القصيدة النونية لابن القيم ج 1 ص 215 ''•• ولا شك أن الله في هذه الجهة فله العلو المطلق على سائر المخلوقات، بحيث لا يكون شيء منها حاصرا له ولا محيطا به، فهو سبحانه ليس في جهة وجودية من هذه الجهات الواقعة داخل هذا العالم، ولكن الجهات كلها بالنسبة إليه عدمية••! العثيمين والجهة العدمية قال العثيمين في كتابه ـ شرح العقيدة السفارينية ـ ص 101 طبع دار ابن الجوزي القاهرة ''كذلك أيضا: الجهة: هل الله في جهة؟ نقول: أما اللفظ فإننا نتوقف فيه ومالنا وله، ولكن المعنى نستفصل: ماذا تريد في جهة؟ إن أردت الله تعالى في جهة تحيط به إحاطة الظرف بالمظروف فهذا ممتنع وباطل، وإن أردت بذلك سفل ومخالطة للمخلوقات فهذا أيضا باطل ممتنع على الله، فليس الله تعالى في جهة السفل، وليس في جهة تحيط به إحاطة الظرف بالمظروف• وإن أردت أنه في جهة عليا عدمية لا تحيط به، ما ثم إلا هو عزو وجل فهذا حق، انتهى• هكذا يردد العثيمين بدعة ابن تيمية ولا يسأل نفسه أين قال الله تعالى أنه في جهة عليا عدمية!؟ وأين قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ربكم في جهة عليا عدمية لا تحيط به؟!! وأين قال الصحابة ربنا في الجهة العدمية!! الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس والجهة العدمية وقد ذكر هذه البدعة• د محمد بن عبد الرحمن الخميس في كتابه ''التنبيهات السنية'' ص 67 ـ 68 في معرض تفسيره لقوله تعالى: ''أمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض، فإذا هي تمور'' الملك 16 قال ـ •• أي أن الله تعالى فوق خلقه عال على عرشه، وجهة العلو على هذا أمر عدمي، فلا يلزم من هذا كون الله تعالى حالا في شيء مخلوق• اهـ القنوجي ينتصر لهذه البدعة قال محمد صديق خان القنوجي في كتابه ـ قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر ـ ص 52 ـ ''فإن قال القائل: ''إن الله في جهة قيل له: ما تريد بذلك؟ أتريد أنه سبحانه في جهة موجودة تحصره وتحيط به مثل أن يكون في جوف السموات، أم تريد بالجهة أمرا عدميا وهو ما فوق العلم فإنه ليس فوق العالم شيء من المخلوقات، فإن أردت الجهة الوجودية، وجعلت الله محصورا في المخلوقات، فهذا باطل، وإن أردت الجهة العدمية وأردت أن الله وحده فوق المخلوقات بائن عنها فهذا حق''• اهـ ولعلكم لاحظـتم أن القنوجي يستعمل نفس ألفاظ ابن تيمية وعباراته• ثم نجد نفس البدعة عند ابن أبي العز التيمي، في شرحه على العقيدة الطحاوية صفحة ,221 ''وإن أريد بالجهة أمر عدمي، وهو ما فوق العالم، فليس هناك إلا الله وحده، فإذا قيل إنه في جهة بهذا الاعتبار فهو صحيح''!! اهـ هكذا اتفق أنصار ابن تيمية على هذه البدعة الكلامية المذمومة وهكذا أوردت الفلسفة ابن تيمية المهالك ويكفي في فضح هذه البدعة المنكرة أن نسأل كل حشوية العالم: ـ هل قال الله تعالى في كتابه العزيز أنه في المكان العدمي؟ ـ هل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى في المكان العدمي؟ ـ هل قال الصحابة الكرام رضي الله عنهم أن الله في جهة عدمية؟ ـ هل قال التابعون لهم بإحسان أن الله في جهة عدمية؟ ـ هل قال المجتهدون وعلى رأسهم الأئمة الأربعة بالجهة العدمية؟ ـ كيف يكون سلفيا من يثبت لله ما لم يثبته الله لنفسه؟!! ـ من هم أسلاف ابن تيمية في هذه العقيدة؟!! ـ وهل إذا كفرنا بعقيدة ابن تيمية واستمسكنا بقوله تعالي ''ليس كمثله شيء'' نكون مسلمين أم لا؟ ـ لماذا يضلل السلفيون مخالفيهم في المسائل الفرعية الخلافية بحجة مخالفتها لما كان عليه السلف ثم يرضون تقليد ابن تيمية في مسألة من الأصول ولا يجرؤ واحد منهم على تخطئته؟!! والمهم أننا ذكرنا هذه البدعة ليحذرها المسلمون بمن فيهم السلفيون بعيدا عن التعصب للرجال• وبيّنا أنها بدعة بكل المقاييس إلا إذا ثبت أن العقيدة لا تؤخذ من الكتاب والسنة وإنما تؤخذ من عند ابن تيمية فهذه قضية أخرى!؟ الشيخ : شمس الدين بوروبي | |
الصفحات
▼
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق