الصفحات

الأربعاء، 12 يونيو 2013

رواية الإمام أحمد عن كلام اللله بصوت فيها نظر


 الرواية الواردة عن الإمام أحمد في الصوت فيها نظر ،
وبيانه كالتالي:

قد ثبت عن الإمام من طرق صحيحة أنه كان يقول:
القرآن من علم الله، واستدل على ذلك بالكتاب مثل قوله تعالى:
(وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) (البقرة: من الآية120)وقوله تعالى: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ)
(آل عمران: من الآية61)
وقال: القرآن من علم الله فمن زعم أن علم الله مخلوق فهو كافر بالله العظيم، وانظر الشريعة للآجري (71-72) وحلية الأولياء لأبي نعيم (9/219) وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي (4/375) ومناقب الإمام أحمد لابن الجوي (433-435)، وسير أعلام النبلاء للذهبي (11/243-245-286) وتاريخ الإسلام للذهبي (18/99-101) وطبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين السبكي.
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (11/286):
قال الإمام أحمد في آخر رسالة أملاها على ابنه عبد الله: "القرآن من علم الله وقد روي عن غير واحد ممن مضى من سلفنا أنهم كانوا يقولون:القرآن كلام الله غير مخلوق، وهو الذي أذهب إليه، لست بصاحب كلام، ولا أدري الكلام في شيء من هذا إلا ما كان في كتاب الله، أو في حديث رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أو عن أصحابه أو عن التابعين، فأما غير ذلك فإن الكلام فيه غير محمود، ثم قال الذهبي: فهذه الرسالة إسنادها كالشمس.
وقال في تاريخ الإسلام (18-386): 
"قلت: رواة هذه الرسالة عن أحمد أئمة أثبات، أشهد بالله أنه أملاها على ولده، ورواها أبو نعيم في "حلية الأولياء"
وابن الجوزي في "مناقب الإمام أحمد" "اهـ

وإذا كان القرآن عند الإمام أحمد من علم الله، ولا ريب أن علم الله تعالى ليس عبارة عن الحروف والأصوات، فالقرآن عنده على هذا ليس عبارة عن الحروف والأصوات والقرآن من كلام الله تعالى، فكلام الله ليس عبارة عن الحروف والأصوات.

و أما ما جاء عنه في جوابه لابنه كما في “ الرد على الجهمية “ :
" سألت أبي عن قوم يقولون: لما كلم الله موسى لم يتكلم بصوت،
فقال أبي:
بل تكلم –جل ثناؤه- بصوت، هذه الأحاديث نرويها كما جاءت،
وقال أبي: حديث ابن مسعود:
إذا تكلم الله سمع له صوت كمر السلسلة على صفوان،
قال: وهذه الجهمية تنكره، وهؤلاء يريدون أن يموهوا على الناس،
ثم قال: حدثنا المحاربي عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد الله قال: إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء فيخرون سجداً" 
فهذا يمكن التكلم عليه من جهات:
الاولى : ما يتعلق بالكتاب الواردة فيه .فقد تكلم في سنده الذهبي ووافقه على ذلك الكوثري 
الثانية :
 أن هذه الرواية مناقضة لما جاء عنه من طرق
أن القرآن من علم الله .
الثالثة : أنه مع التسليم بصحتها فإن ذلك جار على مذهبه من الوقوف في باب العقيدة عند ظواهر النصوص، وعدم تجاوزها وكراهة البحث والتنقيب عن الأمور الغامضة. وهذا في الصوت أصالة دون الحرف، إذ لم يقل بالحرف أي بأن الله تعالى يتكلم بالحروف لعدم ورود الخبر بذلك،
وقد أخطأ من نسب القول بأن الله يتكلم بالحروف وتعاقب الكلمات إلى الإمام أحمد أو غيره،
وممن نسب هذا القول إليه ابن القيم قال في نونيته: وآخرون كأحمد (أي ابن حنبل) ومحمد ( أي البخاري) قالوا: لم يزل متكلماً بمشيئة وإرادة وتعاقب كلمات.
هذا والله أعلم
منقول من منتدى النخبة الإسلامى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق