الخميس، 27 يونيو 2013

النزول بين التفويض والتأويل


 "تنزيه الله عن النزول الحسي الذي يقول به ادعياء اتباع السلف الصالح"
قال في فتح الباري قوله: (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا) استدل به من أثبت الجهة وقال: هي جهة العلو، وأنكر ذلك الجمهور لأن القول بذلك يفضي إلى التحيز تعالى الله عن ذلك.
وقد اختلف في معنى النزول على أقوال:
فمنهم من حمله على ظاهره وحقيقته وهم المشبهة تعالى الله عن قولهم.ومنهم من أنكر صحة الأحاديث الواردة في ذلك جملة وهم الخوارجوالمعتزلة وهو مكابرة، والعجب أنهم أولوا ما في القرآن من نحو ذلك وأنكروا ما في الحديث إما جهلاً وإما عناداً، ومنهم من أجراه على ما ورد مؤمناً به على طريق الإِجمال منزهاً الله تعالى عن الكيفية والتشبيه وهم جمهور السلف، ونقله البيهقي وغيره عن الأئمة الأربعة والسفيانين والحمادين والأوزاعي والليث وغيرهم، ومنهم من أوله على وجه يليق مستعمل في كلام العرب، ومنهم من أفرط في التأويل حتى كاد أن يخرج إلى نوع من التحريف، ومنهم من فصل بين ما يكون تأويله قريباً مستعملاً في كلام العرب وبين ما يكون بعيداً مهجورا فأول في بعض وفوض في بعض، وهو منقول عن مالك وجزم به من المتأخرين ابن دقيق العيد، قال البيهقي:وأسلمها الإِيمان بلا كيف والسكوت عن المراد إلا أن يرد ذلك عن الصادق فيصار إليه،
ومن الدليل على ذلك اتفاقهم على أن التأويل المعين غير واجب فحينئذ التفويض أسلم.
 وقال ابن العربي: حكي عن المبتدعة رد هذه الأحاديث، وعن السلف إمرارها، وعن قوم تأويلها وبه أقول. فأما قوله ينزل فهو راجع إلى أفعاله لا إلى ذاته، بل ذلك عبارة عن ملكه الذي ينزل بأمره ونهيه،
والنزول كما يكون في الأجسام يكون في المعاني، فان حملته في الحديث على الحسي فتلك صفة الملك المبعوث بذلك، وإن حملته على المعنوي بمعنى أنه لم يفعل ثم فعل فيسمى ذلك نزولاً عن مرتبة إلى مرتبة، فهي عربية صحيحة انتهى.
والحاصل أنه تأويله بوجهين: إما بأن المعنى ينزل أمره أو الملك بأمره،وإما بأنه استعارة بمعنى التلطف بالداعين والإِجابة لهم ونحوه.
وقد حكى أبو بكر بن فورك أن بعض المشايخ ضبطه بضم أوله على حذف المفعول أي ينزل ملكاً، ويقويه ما رواه النسائي من طريق الأغر عن أبي هريرة وأبي سعيد بلفظ «أن الله يمهل حتى يمضي شطر الليل، ثم يأمر منادياً يقول: هل من داع فيستجاب له» الحديث.
وفي حديث عثمان بن أبي العاص «ينادي مناد هل من داع يستجاب له»الحديث.
قال القرطبي: وبهذا يرتفع الإِشكال، ولا يعكر عليه ما في رواية رفاعة الجهني «ينزل الله الى السماء الدنيا فيقول: لا يسأل عن عبادي غيري»لأنه ليس في ذلك ما يدفع التأويل المذكور.
وقال البيضاوي: ولما ثبت بالقواطع أنه سبحانه منزه عن الجسمية والتحيز امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع إلى موضع أخفض منه، فالمراد نور رحمته، أي ينتقل من مقتضى صفة الجلال التي تقتضي الغضب والانتقام إلى مقتضى صفة الإكرام التي تقتضي الرأفة والرحمة.

الثلاثاء، 25 يونيو 2013

اعتقاد الجلوس والقعود والاستقرار فى حق الله تعالى ضلال مبين


 ينسب اليهود إلى الله تعالى الجلوس والقعود والاستقرار والعياذ بالله.
ففي نسخة التوراة المحرّفة التي هي أساس دين اليهود، في ما يسمونه "الملوك الأول" (22) يقولون والعياذ بالله تعالى: "رأيت الربّ جالساً على كرسيه وكلّ جند السماء وقوف لديه عن يمينه وعن يساره".
وهذا فيه عدّة خبائث منها نسبة الجلوس لله تعالى على كرسيّ، تنزه الله عن ذلك سبحانه وصف نفسه فقال ليس كمثله شيء، ومنها قولهم إن لله تعالى يميناً ويساراً، وكلّ ذلك لاعتقادهم في الله الجسمية نعوذ بالله.
وقد صرّح الإمام الشافعي وتلميذه الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنهما، بأن معتقد الجسمية في حق الله كافر كما نقله عن الشافعي السيوطيّ في الأشباه والنظائر، ونقله عن أحمد الزركشيّ في تشنيف المسامع، وهو إجماع.
قال الإمام عبدالقاهر البغدادي في الركن الخامس عشر المضاف إلى أحكام أعداء الدين من كتاب الفرق بين الفرق عند ذكره المشبهة لله بخلقه ما نصّه: "والمشبهة كلها فإنا نكفرّهم كما يكفّرون أهل السنة ولا تجوز الصلاة عليهم عندنا ولا الصلاة خلفهم".
و في ما يسميه اليهود المزمور السابع والأربعون من كتابهم المحشوّ بالتشبيه والتجسيم يقولون ما نصه: "الله جلس على كرسي قدسه".. الله أكبر ما هذه الجرأة على الله.
ومثل ذلك في مجموع الفتاوى لابن تيمية المشبّه المجسم، المجلد الخامس صفحة 527 (طبع مكتبة النهضة - القاهرة سنة 1404 هجرية) يقول ابن تيمية مقرّاً باعتقاده الجلوس والقعود في حق الله تعالى وهو ضلال مبين، يَكذب قائلاً ما نصّه: "فما جاءت به الآثار عن النبيّ من لفظ القعود والجلوس في حق الله تعالى كحديث جعفر بن أبي طالب وحديث عمر وغيرهما، أولى أن لا يماثل صفات أجسام العباد"، انتهى كلامه.
ويقول في المجلدة عينها ص 404 إن الله مستقر على العرش.
نعوذ بالله من افتراءت اليهود المشبهة وابن تيمية المجسّم لا فرق بينهم في تشبيه الله بخلقه والكذب على الله تعالى كما فعلت اليهود، والكذب على النبيّ صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام رضي الله عنهم كما فعل ابن تيمية وأتباعه من النجدية، صدق فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نجد يطلع قرن الشيطان" رواه البخاري، الله تعالى يكفي أهل نجد والحجاز المسلمين وسائر ديار الإسلام شر هؤلاء التكفيريين والعياذ بالله،

الاثنين، 24 يونيو 2013

الوهابية خوارج هذا العصر


- تكفير أهل مكة ودعوتهم للدخول في إسلام جديد من صنع الطائفة الوهابية: 


في رسالة ذكرها ابن بشر من الملك سعود الي أهل مكة يقول فيها [من سعود بن عبد العزيز إلى كافة اهل مكة والعلماء والآغوات وقاضي السلطان السلام على من اتبع الهدى. اما بعد: فأنتم جيران الله وسكان حرمه آمنون بأمنه. انما ندعوكم لدين الله ورسوله {قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ان لا نعبد الاّ الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله، فان تولوا فقولوا اشهدوا باننا مسلمون} فأنتم في أمان الله ثم في أمان أمير المسلمين سعود بن عبد العزيز وأميركم عبد المعين بن مساعد، فاسمعوا له وأطيعوا ما أطاع الله والسلام]. ابن بشر: عنوان المجد ، ص 261

يتضح من خلال هذا النص أن سعوداً كان ينظر الى (الوهابيين) نظرة خاصة باعتبارهم (المسلمين) والى (أهل مكة) باعتبارهم (مشركين) ولذلك لم يسلم عليهم وإنما وجه سلامه إلى من اتبع الهدى ودعاهم إلى كلمة سواء هي كلمة التوحيد. وعندما دخل سعود مكة المكرمة في اليوم الثامن من محرم 1218هـ وطلب من الناس الاجتماع بالمسجد الحرام ، خطب فيهم قائلا [احمدوا الله الذي هداكم للإسلام وأنقذكم من الشرك.أطلب منكم أن تبايعوني على دين الله ورسوله وتوالوا من والاه وتعادوا من عاده في السراء والضراء والسمع والطاعة]. عبد العزيز التويجري، لسراة الليل هتف الصباح، ص 49.


وقف عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في مكة قائلا [ان من قال يا رسول الله، أو يا ابن عباس، أو يا عبد القادر أو غيرهم من المخلوقين، طالبا بذلك دفع شر أو جلب خير من كل ما لا يقدر عليه الا الله تعالى من شفاء المريض والنصر على العدو، والحفظ من المكروه ونحو ذلك: انه مشرك شركا أكبر ، يهدر دمه ويبيح ماله ، وان كان يعتقد أن الفاعل المؤثر في تصريف الكون هو الله تعالى وحده، لكنه قصد المخلوقين بالدعاء متشفعا بهم ومتقربا بهم لتقضى حاجته من الله بسرهم وشفاعتهم له فيها أيام البرزخ]. الدرر السنية والأجوبة النجدية، ج1 ص 224 

في إحتلال مكة وقتلهم فيها الأطفال والنساء وحتى الحيوانات أحداث تلك الفترة المشئومة في محرم 1220هـ / 1805م يذكر مؤرخ الوهابية عثمان النجدي في كتابه عنوان المجد في تاريخ نجد
[أن لحوم الحمير والجيف بيعت فيها بأغلى الأثمان، وأكلت الكلاب، وأخذ الناس يهجرونها نتيجة الخطر الجاثم على أطرافها، فلم يبق فيها إلا النادر من الناسعنوان المجد في تاريخ نجد (ج1، ص 135)

انظروا كيف فعل هؤلاء في إرهاب أهل مكة التي شرفها الله، فحسبنا الله ممن افترى على الناس باسم الدين وباع دينه بثمن من الدنيا قليل .... ثم من الذي أباح الحرم الآمن ما الذي أباحه لهؤلاء الأوباش المتعطشين للدماء الذين لا يراعون ذمة ولا حرمة، حتى انتشرت جثث أطفال المسلمين من أهل مكة في الطرقات، وأكل أهل البيت العتيق لحوم الجيف والحمير والكلاب كما يروي الوهابية أنفسهم مفتخرين قبحهم الله.


- الوهابية يصدون عباد الله عن بيت الله الحرام ما وجدوا إلى ذلك سبيلا: 

يذكر مؤرخ الوهابية عثمان بن بشر الحنبلي في كتابه (عنوان المجد في تاريخ نجد من أحداث 1221 هـ الحادثة التالية ص 139 [فلما خرج سعود من الدرعية قاصداً مكة أرسل فرَّاج بن شرعان العتيبي، ورجالا معه … وذكر لهم أن يمنعوا الحواج التي تأتي من جهة الشام واسطنبول ونواحيهما، فلما أقبل على المدينة الحاج الشامي ومن تبعه، وأميره عبد الله العظم باشا الشام فأرسل اليه هؤلاء الأمراء أن لا يقدم وأن يرجع إلى أوطانه.] 

جرائمهم في المدينة المنورة: 

يقول ابن بشر في أحداث سنة 1220هـ [أجمعوا على حرب المدينة ونزلوا عواليها، ثمَّ أمر عبد العزيز ببناء قصر فيها فبنوه وأحكموه، واستوطنوه، وتبعهم أهل قباء ومن حولهم وضيَّقوا على أهل المدينة، وقطعوا عليهم السوابل، وأقاموا على ذلك سنين.. ولما طال الحصار على أهل المدينة وقعت المكاتبات بينهم وبين سعود من حسن قلعي وأحمد الطيار والأعيان والقضاة وبايعوا في هذه السنة] ابن بشر، عنوان المجد، 1/ 137

يقول عثمان ابن بشر في أحداث سنة 1212هـ [وفيها غزا هادي بن قرملة وأغار على البقوم في الحجاز فهزمهم وقتل منهم عدّة رجال ثم بعد شهرين غزاهم فقتل منهم قتلى وأخذ كثيراً من الإبل والغنم]. عنوان المجد 1/111



- وقعة اليتيمة انظر ماذا يقولون فيزعمون أنهم المسلمون وغيرهم كفار مشركون: 

يقول مؤرخهم عثمان بن بشر [فكرُّوا على أهل القصيم كرة واحدة، فغابت الشمس قبل وقت غيوبها، وأظلم بحالك الغبار شمالها وجنوبها، فوطأهم المسلمون (!) وطأة شديدة، فلما سمعوا ضرب الهمام ولوا منهزمين، وعلى جباههم هاربين، وذهل الوالد منهم ولده، والمنهزم أشفق على السلامة ورمى ما بيده، واستمر الضرب في أقفيتهم بعدما كان في صدورهم، وانتقل الطعن من نحورهم إلى ظهورهم، وقتل المسلمون [يقصد الوهابيةُ] فيهم قتلاً ذريعا، وفتكوا فيهم فتكاً شنيعا، فكان الواحد من المسلمين يقتل العشرين، وأكثر من قتلهم أهل الرياض].
- الإغارة واستحلال دماء وأموال وأعراض المسلمين: 

وهو ما ذكره عثمان ابن بشر في أحداث سنة 1245هـ حيث يقول [وفي أوله غزا محمد بن عفيصان بأمر الإمام تركي بجيش من المسلمين وقصد ناحية الإحساء فأغار على قافلة مقبلة من بندر العقير وأخذها وكان معها من الأموال ما لا يحصى] عنوان المجد 2/35.. 
هذه إذن هي دعوة التوحيد من منظور خوارج العصر قتل وهتك للأعراض وسلب ونهب الكثير من الإبل والغنم واغتصاب الأموال التي لا تحصى ولا بأس بحسب - عقيدة الوهابية - كما في عقيدة اليهود أن تهدر دماء المسلمين في سبيل ذلك !




نتابع لنعرف المزيد عن جرائم الوهابية بحق المسلمين :



يقول ابن بشر في أحداث سنة 1212هـ [وفيها غزا منّاع أبا رجلين (!!) الزغبي بجيش من أهل الإحساء بأمر عبد العزيز وقصد بلد الكويت فعبّى لهم كميناً وأغار على سوارحهم فأخذها فخرج عليهم أهل البلد فناشبوهم القتال ثم خرج عليهم الكمين فانهزم أهل البلد وقتل منهم نحو عشرين رجلاً] عنوان المجد.


ويقول كذلك في أحداث 1209 هـ [..ثم سار بهم إبراهيم بن عفيصان فقصد ناحية قطر، وأغار على أهله فأخذ إبلا كثيرة من بواديهم وأموالهم، فأقبل بها وباعها في الإحساء] عنوان المجد ج1، ص 103.



- قطعهم للطريق على أهل الرياض: 


يذكر ابن بشر (2/76) أن الوهابية " قطعوا عنهم السبل" وأغاروا على أناس من أهل الرياض خرجوا لجمع الحطب وذلك في شهر رمضان!!! سنة 1253هـ
وقتلوا أهل الرياض الذين أتوا لنجدة أهلهم، [فثبت أهل الرياض هذه المدة الطويلة على الحرب على ما مع فيصل من كثرة الجنود] عنوان المجد 2/75، ولكن كان ذلك إلى حين حتى سقطت مرَّة أخرى.


ويذكر ايضاً عثمان بن بشر النجدي مؤرخ الوهاببية ومؤلف كتاب (عنوان المجد في تاريخ نجد) في حرب كربلاء واحداث عام 1801 قائلا[ أخذنا كربلاء وذبحنا أهلها وأخذنا أهلها فالحمد لله رب العالمين ولا نعتذر عن ذلك ونقول.. وللكافرين أمثالها]



- تكفير أهل الأحساء بالكذب والتلبيس: 


جاء في الدرر السنية عن حمد بن عتيق يتكلم عن أهل الأحساء [وبذلك عارضوا محمد بن عبد الوهاب في أصل دعوته ومن له مشاركة فيما قرره المحققون، قد اطلع على أن البلد، إذا ظهر فيها الشرك، وأعلنت فيها المحرمات، وعطلت فيها معالِمَ الدين، أنها تكون بلاد كفر، تغنم أموال أهلها، وتستباح دماءهم، وقد زاد أهل هذه البلد، بإظهار المسبة لله ورسوله، ووضعوا قوانين، ينفذونها في الرعية ! مخالفة لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وقد علمت أن هذه كافية وحدها، في إخراج مَن أتى بها من الإسلام ...]


ويقول المؤرخ الوهابي في عنوان المجد (1 / 106) في أحداث 1210 هـ [… فلما استووا على ركائبهم (أي الجند الوهابي) وساروا ثوروا بنادقهم دفعة واحدة ، فأظلمت السماء وأرجفت الأرض ، وثار عج الدخان في الجو، وأسقط كثير من الحوامل في الإحساء، ثم نزل سعود في الرقيقة … فأقام في ذلك المنزل يقتل من أراد قتله، ويجلي من أراد جلاءه، ويحبس من أراد حبسه، ويأخذ من الأموال، ويهدم من المحال، ويبني ثغوراً، ويهدم دوراً، وضرب عليهم ألوفاً من الدراهم وقبضها منهم .. ثم يقول عن القتل وذلك بعد الاستسلام .. فهذا مقتول في البلد ، وهذا يخرجونه إلى الخيام، ويضرب عنقه عند خيمة سعود، حتى أفناهم إلا قليلا ، وحاز سعود في تلك الغزوة ما لا يحصى] !!!!!!!..


- بوادي شمَّر وما جاوره:


[وفيها أي سنة 1206 هـ كانت غزوة الشقرة وذلك أن سعوداً سار بالجيوش الكثيفة من جميع نجد الحاضرة والبادية ، وقصد ناحية جبل شمر ، وقد ذكر له قبائل كثيرة من البوادي من مطير وحرب وغيرهم ، وهم على الماء المعروف بالشقرة قريب من جبل شمر ، فعدا عليهم سعود وأخذهم جملة وحاز منهم أموالاً عظيمة ، الإبل أكثر من ثمانية آلاف بعير ، وأخذ جميع أغنامهم ومحلتهم وأمتعتهم ، وأكثر من عشرين فرساً ، قتل عليهم عدة رجال ، ثم رحل سعود بجميع تلك الغنائم وأخرج خمسها !! وقسم باقيها غنيمة في المسلمين للراجل سهم وللفارس سهمان] انظر عنوان المجد ( 1 / 88 )


يقول ابن بشر [ثم إن سعود رحل من الحناكية وسار إلى جهة المدينة النبوية فغنم في طريقه من بوادي حرب مغانم كثيرة، فلما قرب من جبل أحد وإذا خيل من الترك وجيش من حرب قد أغارت على خيل المسلمين وقتلوا منهم نحواً من ثلاثين فارساً، وكان الجيش قد هرب قبل الخيل وتزيَّن بالمدينةثم سرد ابن بشر خروج الجيش الوهابي من المدينة [ثم سار في وادي الصفرا فحرق في الفرع نخيلاً وقتل رجالاً ثم سار إلى الحرة ونزل على أهل بلد السوارقية فحصروهم ونزلوا منها بالأمان على نصف الحلقة وشطر ما تحت أيديهم بعدما قطع نخيلهم وهدم أكثر منازلهم فأقام عليها مدّة أيام وجمع فيها الغنائم وقسمها على المسلمين للراجل سهم وللفارس سهمانعنوان المجد 1/162-163


وجاء في الدرر السنية 9/289 [قال بعضهم - يعني بعض علماء نجد - بلغني أن بعض الناس أشكل عليه جهاد المسلمين لأهل حايل , هل هو شرعي أم لا ؟! ... فأقول وبالله التوفيق , الجهاد مشروع لأحد أمور منها : الخروج عن طاعة ولي أمر المسلمين ...وأهل حايل ؛ أمرهم الإمام بالدخول في الطاعة , ولزوم السنة والجماعة ,ومنابذة أهل الشرك , وعداوتهم , وتكفيرهم ,فأبوا ذلك , وتبرؤوا منه ...فلم يقبلوا، ولم ينقادوا، فوجب قتالهم على جميع المسلمين لخروجهم عن الطاعة. الأمر الثاني : مما يوجب الجهاد لمن اتصف به، عدم تكفير المشركين، أو الشك في كفرهم، فإن ذلك من نواقض الإسلام ومبطلاته، فمن اتصف به، فقد كفر , وحلَّ دمُه ومالُه، ووجب قتالُه حتى يكفر المشركين ... فمن لم يكفر المشركين من الدولة التركية،وعباد القبور كأهل مكة وغيرهم ممن عبد الصالحين، وعدل عن توحيد الله إلى الشرك، وبدل سنة رسوله صلى الله عليه وسلم بالبدع، فهو كافر مثلهم، وإن كان يكره دينهم، ويبغضهم، ويحب الإسلام والمسلمين، فإن الذي لا يكفر المشركين، غير مصدقٍ بالقرءان، فإن القرءان قد كفر المشركين، وأمر بتكفيرهم، وعداوتهم، وقتالهم ... الأمر الثالث: مما يوجب الجهاد لمن اتصف به، مظاهرة المشركين وإعانتهم على المسلمين، بيد أو لسان أو بقلب أو بمال، فهذا مخرجٌ من الإسلام، فمن أعان المشركين على المسلمين، وأمدَّ المشركين من ماله بما يستعينون به على حرب المسلمين اختياراً منه، فقد كفر]



- نجران واليمن: 


يقول مؤرخهم عثمان النجدي [وفيها (أي سنة 1220 هـ) أمر سعود على عبد الوهاب ورعاياه من عسير و المع وغيرهم وفهاد بن شكبان ورعاياه من بيشة وغيرها وعبيدة وأهل سنجان ووادعة وقراها وأهل وادي الدواسر ومن تبعهم ، قيمة ثلاثين ألف مقاتل وذكَّرَهم يصدون نجران لقتال أهله . فسار هؤلاء الجموع ونازلوا أهل بدر مدة أيام .وجرى بينهم وقائع وقتلى بين الفريقينانظر عنوان المجد ( 1 / 146 )


ويضيف مؤرخهم ابن بشر في عنوان المجد ( 2 / 117 – 118 ) في غزو الحديدة [ثم أن إمام صنعاء (أي المستعمر الوهابي) سير عساكر عظيمة وحاصروا بندر الحديدة وأخذوه …فتجهز صالح المذكور إلى زبيد وجنوده وقومه فسار إليه بجيش عديد من قبائل عديدة حاضرة و بادية نحو ثلاثة الآف مقاتل فنازل أهل زبيد وأخذوه عنوة ونهبوا منها من الأموال والأمتاع شيئا كثيرا ،ولم يمتنع إلا القلعة الأمامية وما تحميه ، ثم خر جوا عنها ، وعزل صالح الأخماس وبعثها إلى الدرعية]


فسبحان الله ما الفرق بين هجوم هؤلاء الهمج وهجوم التتار الذين يقتلون وينهبون، بل وأي إسلام هذا الذي يحلُّ الإغارة على المسلمين؟


- تكفير مصر: 


يقول عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في رسالة طويلة جاء في ثناياها [فلا تغتروا بأهل الكفر وما أعطوه من القوة والعدة فإنكم لا تقاتلون إلا بأعمالكم ، فإن أصلحتموها وصلحت، وعلم الله منكم الصدق في معاملته، وإخلاص النية له، أعانكم عليهم، وأذلهم، فإنهم عبيده، ونواصيهم بيده، وهو الفعال لمل يريد فعليكم بما أوجبه الله وافترضه من جهادهم ومباينتهم، وكونوا عباد الله على ذلك إخواناً وأعواناً، وكلّ من استطاع لهم، ودخل في طاعتهم، وأظهر موالاتهم، فقد حارب الله ورسوله، وارتد عن دين الإسلام، ووجب جهاده ومعاداته، ولا تنتصروا إلا بربكم، واتركوا الانتصار بأهل الكفر جملة وتفصيلاً فقد قال صلى الله عليه وسلم: إنا لا نستعين بمشرك. وهذه الدولة - يعني الدولة المصرية أبناء محمد علي باشا الموالية للدولة - التركية التي تنتسب إلى الإسلام، هم الذين أفسدوا على الناس دينهم ودنياهم استسلموا للنصرانية، واتحدت كلمتهم معهم، وصار ضررهم وشرهم على أهل الإسلام ....] الدرر السنية في الأجوبة النجدية 8/21 قسم الجهاد




تاريخ الجرائم الوهابية فى البلاد الاسلامية




بلاد الشام: 


لقد فعل الوهابية العجب ببلاد الشام ، فما أن وطئت أقدامهم تلك الأراضي الخصيبة حتى عاثوا فيها فساداً من سرقة ونهب وقتل وحرق وإرعاب للمؤمنين كما يتحدث بذلك مؤرخهم الثقة لديهم عثمان بن بشر النجدي ، ومن ذلك ما أرخ له سنة 1225هـ[37] مما فعلوه عند جبل (طويل الثلج) قرب نابلس ، ثم يقول من بعد (..واجتاز – يعني الجيش الوهابي – بالقرى التي حول المزيريب وبصرى فنهبت الجموع ما وجدوا فيها من المتاع والطعام وأشعلوا فيها النيران ، وكان أهلها قد هربوا عنها لما سمعوا بمسيره !) ويقول: (وقتلوا من أهل الشام عدة قتلى ، وحصل في الشام رجفة عظيمة ورعب عظيم بهذه الغزوة في دمشق وغيرها من بلدانه وجميع بواديه) فهذا الاعتراف من ألسنتهم يتفاخرون به قاتلهم الله ، وانظر كيف يتعاملون مع الناس ، فوالله لو كان أهل الشام مجوساً لما جاز لهم أن يفعلوا بهم ما فعلوا ولكنه الدين الوهابي الجديد ! 

حوران: 
هاجم الوهابية حوران سنة 1225هـ /1810م فأحرقوا ونهبوا وسبوا بعد أن قتلوا حتى الأطفال ناهيك عن الكبار ، وهدموا البيوت ، وعاثوا فيها فسادا ، وقدرت قيمة الخسائر – غير البشرية طبعاً – بتلك المنطقة بثلاثة ملايين درهم حينذاك.[38]
حلب: 
ثمَّ توسعت الغزوات الوهابية حتى بلغت مدينة حلب وقطعوا الطريق بين الشام والعراق ، وكانت سراياهم تصل إلى القادسية ، وقد قتلوا خلقاً كثيراً خلال غاراتهم تلك ، وسبحان الله الذي ابتلى الأمة بشرهم الذي لم يقتصر على أرض الجزيرة ، وما شرهم اليوم بتقطيع أوصالها بتكفير المسلمين بأرحم من ذلك.[39]
الأردن: ِ
في سنة1925 كان الإنكليز هم المخططين للهجوم الوهابي على شرقي الأردن حيث أغاروا على أم العمد وجوارها وقتلوا 250 شخصاً ونهبوا وأسروا[40] ، واسمع إلى فيلبي أستاذ الوهابية الكبير حين يقول: "كنت بالأردن قبل مجيء جلوب إليها . وكان عبد الله بن الحسين صعب المراس نسبيا بعد أن أخرجناه وعائلته من الحجاز وجئنا بصديقنا عبد العزيز ، ونفينا والده (الشريف حسين ) وإخوته . وقد أثرت هذه العوامل على نفسيته إلا أنه كان معزولا ولم يزل يعتبر نفسه أعلى مني ومن عبد العزيز طبقة ووظيفة ومقاما وأنه لا يزال أميرا وحاكما . . . ولما رأيت منه مثل هذه البوادر أردت أن يكون ترويضه على يدي ، فأمرت عبد العزيز بإرسال مجموعة من "الإخوان " البدو من ناحية قريات الملح لمطاردة عبد الله ابن الحسين وقتله . كما طلبنا من ابن عدوان أن يثور من داخل الأردن على عبد الله بن الحسين . . . فقتلوا بأسلحتهم الحديثة بضة آلاف من قبائل البلقاء وقبائل الحويطات وبني صخر ومن بينهم العديد من الأطفال والنساء ، وما علمت بعد ذلك إلا وعبد الله بن الحسين يربط حقائبه استعدادا للهرب من الأردن ، ولما سألته أين وجهته قال : سأذهب إلى جهنم ، أبعدوني إلى المنفى مع والدي ما دمتم لا تريدون حمايتي. 
فقلت لعبدالله : لقد عارضتني عندما قلت لك أن لا تساعد الثوار اللاجئين الحجازيين ضد (قادة الوهابية ) وعارضتني حينما قلت لك إن لليهود كل الحق في أن يحكموا فلسطين… )[41] 
وهكذا قتل الوهابية الكثير من الأبرياء المسلمين من أهل الأردن خدمة لعيني الشيخ فيلبي وقومه النصارى ، وخدمة لليهود كي يحكموا فلسطين!. 
هذيل الشام واللفاع: 
وقد غزا الوهابية هذيل الشام بقيادة عثمان المضايفي في حوالى سنة 1214هـ /1799م فقتلوا وسبوا النساء ، ثمَّ غزوا اللفاع حيث يقيم أشراف بني عمرو فقتلوا منهم عدداً ، ونهبوهم وسلبوا النساء حتى أنهم جردوهن من الثياب ، فطلبوا الأمان وتوهبوا.[42]
بوادي شمَّر وما جاورها: 
وفيها (أي سنة 1206 هـ)كانت غزوة الشقرة وذلك أن سعوداً سار بالجيوش الكثيفة من جميع نجد الحاضرة والبادية ، وقصد ناحية جبل شمر ، وقد ذكر له قبائل كثيرة من البوادي من مطير وحرب وغيرهم ، وهم على الماء المعروف بالشقرة قريب من جبل شمر ، فعدا عليهم سعود وأخذهم جملة وحاز منهم أموالاً عظيمة ، الإبل أكثر من ثمانية آلاف بعير ، وأخذ جميع أغنامهم ومحلتهم وأمتعتهم ، وأكثر من عشرين فرساً ، قتل عليهم عدة رجال ، ثم رحل سعود بجميع تلك الغنائم وأخرج خمسها !! وقسم باقيها غنيمة في المسلمين للراجل سهم وللفارس سهمان.[43] 
ومن القبائل التي قتلت في تلك المنطقة أيضاً عربان الظفير وآل بعيج وآل زقاريط.[44]
فمتى كان هؤلاء كفاراً تحلُّ دماؤهم وأموالهم ، وما هو حال قاتلهم عند الله؟ 
العراق : 
لقد عاث الوهابية في العراق فساداً وفرضوا الجزية عليها سنينا وأخذوا من بغداد ما لا يعد ولا يحصى ، حتى وصلوا إلى مناطق الأكراد في الشمال وطلبوا من أهلها أموالاً كثيرة. كما ينص على كل ذلك مؤرخ الوهابية عثمان بن بشر مطولاً في تاريخه[45]
نوازل وبادية السماوة: 
وفيها (أي سنة 1220 هـ) سار سعود بالجيوش المنصورة ، والخيل والجياد المسومة المشهورة من جميع نجد ونواحيها وبواديها ، وقصد جهة الشمال نوازل بلد المشهد المعروف في العراق ، وفرق عليه المسلمين من كلِّ جهة ، وأمرهم أن يتسوروا الجدار على أهله !!... ثم رحل منه سعود فانحاز على الزملات من عربان غزية فأخذ مواشيهم ثمَّ ورد الهندية المعروفة ، ثم اجتاز بحلل الخزاعل ، وجرى بينه وبينهم مناوشة قتال وطرد خيل ، ثم سار وقصد السماوة وحاصر أهلها ونهب من نواحيها ودمَّر أشجارها ، ووقع بينهم رمي وقتال ، ثم رحل منها وقصد إلى جهة البصرة ونازل أهل الزبير ووقع بينه وبين أهله مناوشة قتال ورمى ، ورحل منه إلى وطنه.[46] 
وقد سبق للوهابية سنة 1213هـ/1798م أن غزوا (سوق الشيوخ) و(الأبيض) في بادية السماوة من أرض العراق فقتلوا خلقاً كثيراً وسبوا وسلبوا[47]. 
مجزرة كربلاء : 
حشد الوهابية جيشا من أعراب نجد قدر بعشرين ألفا وتوجه إلى العراق حيث حاصر مدينة كربلاء واقتحمها ، فقتل فيها قتلا ذريعا لم ينج منه حتى الأطفال ونهبت خزائن[48] من الذهب والجواهر النفيسة[49] وهدم قبر الحسين (عليه السلام ) وسرق الشباك الموضوع عليه ، كما أنهم ربطوا خيلهم في الصحن ودقت القهوة فيه . 
يقول ابن بشر مفتخراً بفعلة قومه أعراب نجد ومسيرهم نحو كربلاء (.. وقصد أرض كربلاء ونازل أهل بلد الحسين . وذلك في ذي القعدة فحشد عليها المسلمون[50] ، وتسوروا جدرانها ودخلوها عنوة وقتلوا غالب أهلها في الأسواق والبيوت ..)[51] هؤلاء هم أعراب نجد يأخذون المسلمين على حين غرة[52] فيتسورون عليهم الجدران في الأشهر الحرم ، من غير جريرة ولا سابق إنذار ! وماذا فعلوا بعد؟ لندع ابن بشر يتحدث مفتخراً بمخازي قومه الوهابية فيقول : (.. وأخذوا جميع ما وجدوا في البلد من أنواع الأموال والسلاح واللباس والفرش والذهب والفضة والمصاحف الثمينة وغير ذلك ما يعجز عنه الحصر )[53] ماذا ؟ نعم حتى المصاحف يسرقها أعراب نجد كي يتهجدوا بها وقت السحر ، فهذا هو الفقه الخارجي الأعوج !! 
وقد وصف محمد حامد الفقي ، وهو من المتحمسين للوهابية ، مجزرة كربلاء مشيدا بدور "جند الإسلام " الوهابي فقال: " توجه سعود في ذي القعدة من سنة 1216هـ / 1801م بجموع كثيرة وقوة عظيمة إلى العراق والتقى في كربلاء بجموع كثيفة من الأعاجم ورجال الشيعة (وهم الزوار العزل طبعا ) الذين استماتوا في الدفاع عن معاقل عزهم ومحط آمالهم ، قبة الإمام الشهيد الحسين t وغيرها من القباب والمشاهد . 
ولكن جيش التوحيد (!) قد تغلب بقوة إيمانهم (!) وصدق عزيمتهم في الجهاد (!) لهدم كل نصب وطاغوت (!) اتخذ مع الله شريكا في العبادات وجعل لله نداً في القربات ... فكانت موقعة هائلة وكانت مذبحة عظيمة سالت فيها الدماء أنهاراً ، خرج منها سعود وجيشه ظافرين ودخل كربلاء وهدم القبة العظيمة بل الوثن الأكبر(!) المنصوب على ما يزعمون من قبر الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما . وأقر الله بهدمها عين الإمام الحسين وعيون الموحدين الذين يتتبعون شرعة جد الحسين أشرف الخلق محمد صلى الله عليه واله وسلم ورضي الله عن الحسين وآله الطاهرين)[54]. 
فعلاً لقد سالت الدماء أنهارا ، ولكن ليس لتقر عين الحسين وجد الحسين صلى الله عليه وآله وسلم بل لتمتلئ خزائن الوهابية من الأموال المنهوبة ويرضى أسيادهم النصارى واليهود[55]. 

ولا ضرورة لمزيد تعليق على كلام هذا الشيح المتكسب ، النابع من روح وهابية متشفية شامتة ، فهاهم يسمون الحسين بن علي - رضي الله عنهم من أهل بيت - طاغوتا ، بينما يترحمون ليل نهار على يزيد بن معاوية! 

النجف الأشرف: 
وفي شهر صفر من سنة 1221هـ /1806م هاجم سعود المذكور النجف الأشرف حتى وصل إلى السور وصعد عليه بعض أصحابه ولكن أهل النجف تصدوا له وردوه على أعقابه بعد أن أكثروا القتل في المهاجمين . 
ثم حاول سعود أن يغزو النجف مرة أخرى في جمادى الآخرة من السنة التالية ولكنه وجد أهل النجف مستعدين على السور بالأسلحة فكر راجعا ، فتوجه إلى الحلة فلما رأى أهلها على استعداد تحول عنها إلى كربلاء التي فاجأها نهارا ، ونشبت معركة بينه وبين أهلها ، وفشا القتل بين الفريقين فاضطر إلى التراجع وراح ينهب في أنحاء العراق الجنوبي فعطل الحج ثلاث سنين . 
وفي سنة 1225هـ /1810م عاود الوهابية الكرة على النجف وكربلاء فقطعوا الطريق وأخذوا ينهبون الزوار وقتلوا منهم عددا كبيرا قدر بمائة وخمسين نفسا ما بين الكوفة والنجف . وهكذا لم يرع الوهابيون حرمة لابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم[56]. 
وهكذا غزا الأعراب العراق وأعادوا ذكريات التتر بالقتل والنهب والتخريب وتدمير الأشجار (أي القضاء على البنية التحتية ، وسياسة الأرض المحروقة بلغة العصر ) فكيف يجوز ذلك في حق الأنعام ، بله المسلمين ؟! 
والحق أن دور الوهابية في خدمة السياسة البريطانية لم يقتصر على الجزيرة العربية ، بل هو تجاوزها إلى الدول العربية والعالم الإسلامي ، ففي سنة 1922 كما ذكر السيد عبد الرزاق الحسني في كتابه ( تاريخ الوزارات العراقية ) حيث يذكر أنه عندما عجزت بريطانيا عن إكراه العراقيين على قبول الانتداب البريطاني ، حركت الوهابية للإغارة على أطراف عشائر المنتفك ليلة 11 مارس وذلك بقصد دفع العراقيين إلى الارتماء في أحضان بريطانيا كي تحميهم من الوهابية. 
نجران : 
يقول مؤرخهم عثمان النجدي[57] في أحداث سنة 1220 هـ وفيها أمر سعود على عبد الوهاب ورعاياه من عسير وألمع وغيرهم وفهاد بن شكبان ورعاياه من بيشة وغيرها وعبيدة وأهل سنجان ووادعة وقراها وأهل وادي الدواسر ومن تبعهم ، قيمة ثلاثين ألف مقاتل وذكَّرَهم يصدون نجران لقتال أهله . فسار هؤلاء الجموع ونازلوا أهل بدر مدة أيام .وجرى بينهم وقائع وقتلى بين الفريقين. 
الاحساء: 
يقول مؤرخ الوهابية في أحداث 1210 هـ (… فلما استووا على ركائبهم (أي جنود الوهابية) وساروا ثوروا بنادقهم دفعة واحدة ، فأظلمت السماء وأرجفت الأرض ، وثار عج الدخان في الجو ، وأسقط كثير من الحوامل في الإحساء ، ثم نزل سعود في الرقيقة … فأقام في ذلك المنـزل يقتل من أراد قتله ، ويجلي من أراد جلاءه ، ويحبس من أراد حبسه ، ويأخذ من الأموال ، ويهدم من المحال ، ويبني ثغوراً ، ويهدم دوراً ، وضرب عليهم ألوفاً من الدراهم وقبضها منهم .. ثم يقول عن القتل وذلك بعد الاستسلام .. فهذا مقتول في البلد ، وهذا يخرجونه إلى الخيام ، ويضرب عنقه عند خيمة سعود ، حتى أفناهم إلا قليلا ، وحاز سعود في تلك الغزوة ما لا يحصى)[58] 
فإطلاق البنادق (تثويرها) دفعة واحدة كانت مقصودة لإثارة الرعب كما هو واضح حتى أسقطت النساء ما في أرحامها كما يفتخرون أخزاهم الله ، فبالله عليكم ما ذنب الأجنة في الأرحام ؟!، وهذا هو ديدنهم يقول ابن بشر عن غزوهم لبلاد حرمه في طريقهم للخرج (فلما انفجر الصبح أمر عبدالله على صاحب بندق يثورها ، فثوروا البنادق دفعة واحدة فارتجت البلد بأهلها ، وسقط بعض الحوامل وإذا البلاد قد ضبطت عليهم..)[59] وهل يقتل أهل ملة التوحيد حتى بعد الاستسلام؟! ، إنه البغي الوهابي ، إنها الصناعة النصرانية تؤتي أكلها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله. 
البحرين: 
امتنع العتوب عن دفع الجزية فهاجمهم الوهابية وقتلوا منهم الكثير ، وأوقعوا بهم خسائر جسيمة.[60] 
وقد هاجم الوهابية البحرين مرات عديدة ، ومنها الحادثة الشهيرة التي رواها مؤرخ الوهابية عثمان النجدي في كتابه (عنوان المجد) حين قتل الوهابية من أهل البحرين 1400 رجل فانتقم الله لأهل البحرين فانفجر البارود داخل السفن الوهابية المغيرة فمات الجند الوهابي حرقاً وغرقا والحمد لله رب العالمين.[61]
قطر
يقول ابن بشر الوهابي في أحداث سنة 1206هـ (وفيها غزا سليمان ابن عفيصان بأمر عبد العزيز بجيش من أهل الخرج وغيرهم ، وقصد قطر المعروف بين عمان والبحرين ، فصادف منهم غزواً نحو خمسين مطية فناوخهم ، فقاتلوا وهزمهم سليمان ، وقتلهم إلا القليل ، وأخذ ركبهم.)[62] 
ويقول كذلك ، عندما تحدث عن أحداث 1209 هـ (..ثم سار بهم إبراهيم بن عفيصان فقصد ناحية قطر ، وأغار على أهله فأخذ إبلا كثيرة من بواديهم وأموالهم ، فأقبل بها وباعها في الإحساء)[63]
والحقيقة أن الجيش الوهابي هذا بدأ يغير على قطر منذ سنة 1208هـ ، حيث قاتل ابن عفيصان بني عتبة (العتوب) في (الزبـارة)[64] من قطر ، وحاصرهم ، ومنع الناس من الدخول إليها أو الخروج منها ، حتى اضطر العتوب[65] للهجرة إلى البحرين هرباً بنسائهم وأطفالهم سنة 1212هـ (1797م) ، ولم يعودوا حتى دخلوا مكرهين في المذهب الوهابي ، وهاجم الوهابية كذلك مناطق أخرى في قطر حيث تقيم قبائل فريحة والحويلة واليوسفية والرويضة وغيرها ، وأخذوا يثيرون الشقاق والضغائن بينهم[66]. 
فمتى كان أهل قطر كفاراً تحلُّ دماؤهم وأموالهم ، وما هو حال قاتلهم عند الله؟ ومتى كان إرعاب المؤمنين جائزاً حتى يضطروا للهجرة والخروج من ديارهم ؟ ومتى كان تغيير الدين بل المذهب جائزاً بالإكراه ، والله سبحانه وتعالى يقول (لا إكراه في الدين ) ؟ ومتى كانت إثارة الشحناء والبغضاء بين المسلمين جائزة ؟ 
ويكفي الوهابية عاراً إلى يوم الدين نفيهم للشيخ العلّامة (يعقوب بن يوسف) الأشعري العقيدة إلى البحرين لأنهم لم يستطيعوا نشر باطلهم وهو هناك حيث كان يفنِّد شبههم ، ومات وهو يتحرَّق شوقاً للعودة إلى بلده انتقم الله من ظالمه.[67]
أبو ظبي: 
يصف ابن بشر هجوم أوباش الوهابية على عمان وكيف نصب لهم بنو ياس الكمين (وصار طريق المطيري ومن معه على الطريق الذي رصد فيه ابن طحنون بمن معه فحصل على المسلمين هزيمة شنيعة فقتل منهم رجال وهلك منهم أناس ظمأ..)[68]
ويصر ابن بشر على تسمية هؤلاء البغاة بالمسلمين ، لتمييزهم عن أهل الجزيرة ومن حولها ممن يشهدون أن لا إله إلا الله فهو عندما يذكر قتلاهم يقول (وممن قتل من المسلمين فلان)[69] مع أن هؤلاء ليسوا إلا قطّاع طرق يسبون ويسلبون فقد تحدث عنهم وإمامهم بقوله عندما أرسل للشريف هداياه (وأرسل الإمام هدية سنية من الخيل والعمانيات[70] ودراهم ليست بكثيرة) ويقول في ذات الصفحة ( فلما وصل الحيد إذا أن الرخمان من عربان مطير قاطنين عليه فأخذهم وقتل منهم رجالا وأخذ العسكر جملة من نسائهم)[71] فهل من معتب على أسود بني ياس أن يقتلونهم ظمأ[72]! 
عمان: 
كان للوهابية حملات شرسة عديدة ضدَّ عمان ، يذكر فيها مؤرخهم ، عثمان بن بشر الحنبلي النجدي أن الله يسلط عليهم خلال هجماتهم الصواعق ، والمحن ، بل ويذكر أن نجْد تصاب بالقحط والأمراض بعد كلِّ إغارة ، وهو ما سندون له في غير هذا الكتاب إن شاء الله ، وعلى العموم فإن هذه الهجمات لسعة أمدها ولقسوتها تحتاج إلى دراسة مستقلة ، ولكن لن يفوتنا ههنا تدوين الأحداث التالية: 
واحة البريمي[73]: 
في سنة 1207 هـ /1792 م تعرضت البريمي لغزو وهابي شرس بقيادة مطلق المطيري الذي ما يزال العمانيون يضربون به المثل في الفساد والإفساد ، وكذلك من بعده سعد بن مطلق المطيري سنة 1264 هـ/ 1849م ، حيث وقعت معركة العاتكة (17)، وذلك طمعا في ضم هذه الواحة للنفوذ الوهابي ، فتعرضت قبائل النعيم وبني كعب وبني قتب ، لحرب شرسة وسلب ونهب ورشاوٍ[74] مما اضطرهم للخضوع لسلطانهم إلى أمد مع دفع الجزية[75] !! وهكذا اتخذت البريمي قاعدة للهجوم الوهابي على عمان، وفعلوا ما لم يفعله البوكيرك البرتغالي أثناء هجومه. 
صحار: 
بين سنة 1222 هـ / 1807م وسنة 1225 / 1810م وجه الوهابية قواتهم مرة أخرى إلى عمان ، ولندع مؤرخهم عثمان بن بشر النجدي يتحدث عن بعض بغْيِهم ؛ لتكون الشهادة من ألسنتهم مع التنبيه إلى خلطه عند ذكر بعض أسماء القادة ، ولكن العبرة في ما يشهدون به على أنفسهم من همجية (…ثمَّ سعود أرسل إلى عمان عبدالله بن مزروع صاحب منفوحة وعدة رجال من أهل نجد و أمرهم بنـزول قصره البريمي المعروف في عمان ، مطلق المطيري بجيش من أهل نجد ... ، فقاتل أهل الباطنة سحار (صحار) ونواحيها ، ورئيسهم يومئذ عزان بن قيس. 
وقاتلوا سعيد بن سلطان صاحب مسكة (مسقط) ودام القتال بينهم وقتل من عسكر عزان مقتلة عظيمة بلغت القتلى نحو خمسمائة رجل ، ثم أنه اجتمع مع مطلق المطيرى جميع من هو من رعية سعود من أهل عمان ، فنازل أهل سحار بألوف من المقاتلة . ودخلت سنة خمس وعشرين وهم على ذلك يقتلون ويغنمون . وأخذ مطلق ومن معه قرى كثيرة من نواحى سحار من أهل الباطنة . وبايع غالبهم على دين الله ورسوله والسمع والطاعة. ولم يبق محارب إلا مسكة ونواحيها مملكة سعيد وما تحت ولاية عزان من سحار ، وغنموا منها غنائم كثيرة ، وبعثوا الأخماس إلى سعود في الدرعية.)[76]
والذي نعلمه أن الإمام عزان بن قيس تم تنصيبه سنة 1285هـ (1869م) ؛ فهناك فترة ليست بالقصيرة بين عهده وعهد السلطان سعيد بن سلطان (1806-1856) ، والمؤكد أن قبائل البريمي التي كانت تعاني من الاحتلال الوهابي استغاثت بالإمام عزان سنة 1869 حيث طلب ذلك زعيمها محمد بن علي النعيمي ، فما كان من الإمام الذي انتخب حديثاً إلا أن هبَّ لنجدتهم في 18 يناير 1869 ، وبعد أربعة أيام من هجوم قوي ، حررت البريمي من الاحتلال ، وباشر الإمام على الفور بردِّ الأموال التي صادرها الوهابية لأصحابها الأصليين ، وعين عليها ولاة وقضاة من السكان[77] ، فلا غرابة أن يلتصق اسمه بِخَلَدِ الوهابية فيرونه من الفَرَقِ في كل موقع. 
شناص: 
قلنا في أحاديث سابقة أن الوهابية كانوا صنيعة للنصارى يتآزرون ويتناصرون ، وهكذا كان حالهم في مدينة شناص حيث هجم عليها الإنجليز حوالي عام 1225 هـ 1810م ، وخاضوا حرباً شرسة ضدَّ أهلها ، بعد أن استعصت على مطلق المطيري ، ثمَّ سلموها لمطلق بعد أن أنهكتها البحرية البريطانية بالقصف. 
صور: 
هاجم الوهابية ساحل صور بشرقية عمان ، عام 1282هـ / 1865 م ، منطلقين من واحة البريمي ، واستطاعوا احتلالها وتقتيل الكثير من أهلها ، واستولوا على أموال التجار ، وكان من حسن حظ أهل صور أن بعض هؤلاء التجار كانوا هنوداً من رعايا الدولة البريطانية فهددتهم بالهجوم على الدمام إن أعادوها ، وبدأت إرعابهم ليخرجوا من صور بقصفهم من البوارج البريطانية في 11 فبراير 1865 م.[78]
مسقط ومطرح وبركاء وسمائل: 
وقد غزا الوهابية بقيادة مطلق سمائل من داخلية عمان وبركا من الباطنة وأغاروا على مطرح فقتلوا ونهبوا ثمَّ توجهوا إلى مسقط ، ولما عجزوا عن اقتحام سورها أحرقوا البيوت التي خارج السور[79] ، علماً بأن المسلمين بتلك المنطقة أكثرهم من المسلمين السنَّة النازحين من شبه القارة الهندية . 
وهكذا قتِّل الكثير من أهل الباطنة وصور ، مما اضطر الكثير منهم للدخول في الدين الوهابي الجديد بعد أن فقدوا الكثير من أرواحهم وأبنائهم وأموالهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله. 
اليمن : 
لقد عاث الوهابية في اليمن فسادا ، ، واحتلوا صنعاء وأمعنوا فيها قتلا ، ونهبوا خيراتها ، ووضعوا لها إماماً من أتباعهم ، وغاروا على أرجاء اليمن غارات عديدة هائلة، فقد حشدوا لتخريبها في إحدى المرات خمسين ألف مقاتل[80] ، وإليك ما يقوله مؤرخهم في غزو الحديدة سنة 1220هـ: 
(ثم أن إمام صنعاء (أي المستعمر الوهابي) سير عساكر عظيمة وحاصروا بندر الحديدة وأخذوه ... فتجهز صالح المذكور إلى زبيد وجنوده وقومه فسار إليه بجيش عديد من قبائل عديدة حاضرة و بادية نحو ثلاثة الآف مقاتل فنازل أهل زبيد وأخذوه عنوة ونهبوا منها من الأموال والأمتاع شيئا كثيرا ، ولم يمتنع إلا القلعة الأمامية وما تحميه ، ثم خر جوا عنها ، وعزل صالح الأخماس وبعثها إلى الدرعية.)[81]
وما إن ذاق الوهابية حلاوة الدم والمال اليمني حتى عادوا إليه ثانية ، حيث يقول في غزو الجنوب اليمني للمرة الثانية سنة 1225هـ (ثم سار بعده طامي بن شعيب أمير عسير وألمع وغيرهم بعسكر عظيم من قومه وأهل الحجاز وقحطان وغيرهم وتوجهوا إلى البندر المعروف باللحية ، فحصروها ، وأخذوها عنوة وأخذوا غالب ما فيها من الأموال والذهب والفضة والقماش واللؤلؤ والحرير وأنواع الأموال التي لا يحصيها العد . وذكر لنا أن منهم من طحن اللؤلؤة يحسبه ذرة. وقتل من أهلها خلق كثير قيل أن الذي هلك منهم ألف بين القتل والهلاك. ودمروا البلد وأشعلوا فيها النيران... وتوجهوا إلى بندر الحديدة ونازلوا أهلها فأخذوها عنوة واستالوا على غالب البلد ، وكان أهلها قد بلغهم مسير تلك الجنود فحملوا خفيف أموالهم في السفن وركب فيها أكثر الرجال فأخذ طامي ومن معه ما وجدوا فيها من المال والمتاع ودمروها وقتلوا من أهلها قتلى كثيرة وقبض عمال سعود أخماس الغنائم وساروا بها إلى الدرعية)[82]
فسبحان الله من هؤلاء الأوباش الذين لا يفرقون بين اللؤلؤ والذرة ، وما الفرق بين هجومهم وهجوم التتار الذين يقتلون وينهبون ويحرقون ، وأي إسلام هذا الذي يحلُّ الإغارة على المسلمين؟[83]
أيها الاخوة : إن بإمكاننا الاستمرار طويلاً في سرد الأحداث الدامية التي ارتكبها الوهابية في حق المسلمين ، ولكن في ما ذكرناه كفاية لنثير التساؤلات التالية : 
هل هؤلاء الذين ذكرنا من أهل الجزيرة وما حولها كانوا خارجين من ملة الإسلام حتى يعاملوا هذه المعاملة ، فتستباح دماؤهم وأموالهم ويؤخذ كل ما بأيديهم عنوة ؟! هل هذا هو تصرف المسلمين ؟! وهل عرف ذلك عن السلف الصالح ؟ وهل كان صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم  يصنعون بأهل التوحيد مثل هذا الصنيع ؟ فكيف ينتسب هؤلاء الحشوية زوراً وبهتاناً إلى السلف الصالح ؟! ثم هم في نفس الوقت ينكرون على أهل الحق والاستقامة استقامتهم ويلصقونهم بالخوارج . 
ما هو الفرق بين تصرف الخوارج وتصرف هؤلاء الحشوية ؟ 
من هو أولى بصفة الخارجية ؟ هل هم أهل الحق والاستقامة الذين هم أنزه الناس عن إيذاء أي مسلم ، وأبعدهم من استحلال ماله ، أم هم أولئك الحشوية الذين جمعوا بين تشبيه الله بخلقه ـ كما ورثوا ذلك عن اليهود ـ وبين قسوة الخوارج على هذه الأمة ؟ 
هل كان الحشوية يقاتلون بذلك كفرة خارجين من ملة الإسلام ؟؟ أم أنهم يقاتلون أهل التوحيد الذين يدينون بلا إله إلا الله ؟ فمن لهم بلا إله إلا الله ؟ أما يخشون أن يكون رسول الله صل الله عليه وسلم  خصمهم يوم القيامة ؟ فعندما قتل أحد أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم  رجلاً قال لا إله إلا الله وظن أنه قالها من لسانه ولم يدن بها قلبه ، قال له رسول الله صل الله عليه وسلم  : ( هل فتشت عن قلبه ) وقال له من اللوم والتقريع ما قاله فكيف بهؤلاء الذين يتعمدون إزهاق أرواح أهل كلمة لا إله إلا الله ؟؟!! ... فبالله عليكم هل هؤلاء القوم مشركون خرجوا من ملة الإسلام ؟! هل أنكروا ما عُلم من الدين بالضرورة ؟! هل ارتدوا عن هذا الدين الحنيف ؟! هل هم من الوثنيين ؟! هل هم من اليهود أو النصارى وقد امتنعوا عن الدخول في الطاعة وامتنعوا عن أداء الجزية الواجبة عليهم حتى تنتهك أموالهم وأنفسهم هذا الانتهاك ، أم أن هذا التصرف يباح لهؤلاء الحشوية ويشنع على الخوارج إن تصرفوا تصرفاً لا يكاد يصل إلى عُشر مثل هذه التصرف ؟! فكيف مع ذلك يقال إن هؤلاء الحشوية على طريق السلف الصالح ، ويعاب على الخوارج بما يعابون به ؟! ونحن بطبيعة الحال لا نتفق مع الخوارج في استباحتهم لأموال المسلمين ولا في تشريكهم لهم[84] ، ولكن هل ترى من فرق بين تصرف هؤلاء الحشوية وتصرف الخوارج ؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[37] عنوان المجد ، 1/150-151
[38] صفحات من تاريخ الجزيرة العربية ، ص 175.
[39] صفحات من تاريخ الجزيرة ص 175، ومما قالوه لأهل حائل بعد احتلالها عام 1922 (اسمعوا يا أهل حائل .. ما جئنا إلا لتمكين الإسلام في قلوبكم ، فعلينا الحكم به ، وعليكم السمع والطاعة! .. وإن من يسافر إلى العراق وسوريا ومصر يباح دمه وماله ، لأن أهل العراق وسوريا ومصر من الكفار والمشركين) لا تعليق! (يراجع أبو العلى التقوي ، الفرقة الوهابية في خدمة من؟ ص 231)
[40] لمع الشهاب ص 89 ، صفحات من تاريخ الجزيرة ص189
[41] ناصر السعيد في تاريخه ص 501 و 502 ، صفحات من تاريخ الجزيرة العربية الحديث ، ص 234 و235
[42] د. محمد عوض الخطيب ، صفحات من تاريخ الجزيرة العربية ، دار المعراج للطباعة والنشر ، ص 179.
[43] ابن بشر ، عنوان المجد ، ج1 ص 88 -89
[44] إبراهيم عبدالغني ، صراع الأمراء ص 30
[45] عنوان المجد 1/152 –153 وذلك من أحداث سنة 1225هـ.
[46] عنوان المجد ص137- 138.
[47] لوريمر ج ج ، دليل الخليج ، القسم التاريخي ، ص 16606
[48] يقول ابن بشر أنهم أخذوا (أي اغتصبوا) الكثير من الزمرد والياقين (لعله الياقوت) والجواهر (عنوان المجد 1/121)
[49] لمع الشهاب ، ص 90
[50] وكأن أهل كربلاء مجوساً أو يهوداً أو نصارى !
[51] عنوان المجد 1/121
[52] يصف ابن بشر سرعة الإغارة بقوله (لم يلبثوا بها إلا ضحوة وخرجوا منها قرب الظهر) عنوان المجد 1/122 ، لتعلم حجم هذه القوة بناء على فعلها التدميري الهائل الذي أحدثته.
[53] عنوان المجد 1/121-122
[54] محمد حامد الفقي ، أثر الدعوة الوهابية ص 84.
[55] الخطيب ، صفحات من تاريخ الجزيرة العربية ، ص 176 بتصرف
[56] صفحات من تاريخ الجزيرة ص 176-177
[57] أسلوب الشيخ عثمان يمتاز بالركاكة كأي وهابي ، ومع هذا يفاخر به الوهابية حتى أن حمد الجاسر وأمثاله يكتب في المجلة العربية وعلى حلقات عن منهجية الشيخ عثمان بن بشر !
[58] ابن بشر ، عنوان المجد ،ج1 ، ص 106
[59] عنوان المجد 1/67
[60] إبراهيم عبدالعزيز عبدالغني ، صراع الأمراء ، دار الساقي لندن ط 1 ، 1990 ، ص 33 ، صفحات من تاريخ الجزيرة ص 174
[61] عنوان المجد ، ج1 ص 157
[62] عنوان المجد ج1 ص 88
[63] عنوان المجد ج1 ، ص 103
[64] عنوان المجد ج1 ، ص 150. الخطيب ، صفحاتمن تاريخ الجزيرة العربية ، ص 173
[65] العتوب من آل خليفة تخصيصاً ؛ وقد كان هؤلاء هم حكام قطر قبل آل ثاني حتى احتلال الوهابية لقطر عام 1792.
[66] أحمد أبو حاقة ، لمع الشهاب ، دار الثقافة بيروت ، بدون تاريخ ، ص 78 وما بعدها ، إبراهيم عبدالعزيز عبدالغني ، صراع الأمراء ، دار الساقي ، لندن 1988 ، ص 23 ، صفحات من تاريخ الجزيرة ص 173-174، رياض نجيب الريِّس ، رياح السموم ، ط3، ص 305
[67] راجع مقال (كنت وهابياً ) لتعرف بعض التفاصيل.
[68] عنوان المجد 2/118
[69] راجع مثلا المصدر السابق 1/138
[70] وقد ثبت أن نساء كثيرة من صور وغيرها سرقت في غارات الوهابية لا رحمهم الله.
[71] عنوان المجد 2/116
[72] فلا غرو أن يمدح أبو مسلم الرواحي في نونيته الشهيرة بني ياس في أبيات كثيرة منها قوله :
قوم على صهوات الخيـل طفلهم … يربو له من دم الأبطال ألبـانُ
تلكم حصون بني ياسٍ ومعقلهـم … لا يحصن القوم أسوارٌ وحيطانُ
[73] وقت الأحداث كانت هذه الواحة تشمل منطقة العين وهي الآن بدولة الإمارات العربية المتحدة وباقي الواحة بسلطنة عمان.
[74] يذكر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أن عبدالله القريشي اتصل به في 26 يوليو 1954 عن طريق شخص يدعى علي براك وعرض عليه سيارة جديدة مع أربعين ألف روبية وأن يخصص له من عائدات أي بترول يكتشف في البريمي أربع مائة مليون روبية ، فأباها بعزَّة نفسه الشريفة ، وعبدالله القريشي هذا كان كاتباً بسيطاً في شرطة القطيف ثم انتدب ليكون كاتباً مع تركي بن عطيشان لكسب مشائخ البريمي وهو الآن مليارديراً في الدمام يشتري الناس بأمواله . وقد وزَّع الوهابية في البريمي ما بين أغسطس عام 1954 و أكتوبر 1955 فقط مبالغ على سبع دفعات بلغت مليون وثلاث مائة واثنين وعشرين ألفاً ومائتين وتسعين روبية أنفقوها في شراء الذمم وتحويل الناس للعقيدة الوهابية! يراجع ناصر الفرج ، قيام العرش السعودي ، ص 81
[75] لمع الشهاب ص 80 ، وصفحات من تاريخ الجزيرة ص 174
[76] ابن بشر ، عنوان المجد 1/148
[77] د. حسين عبيد غباش ، عمان الديمراطية الإسلامية تقاليد الإمامة والتاريخ السياسي ، ط. دار الجديد ، ص 223
[78] موجز تاريخي عن القواسم ، مجموعة مختارات سجلات بومباي ، منشورات المكتبة السرية والسياسية بومباي 1856 ، المجلد 24 ص 319 باللغة الإنجليزية.
[79] أبو حاقة ، لمع الشهاب ، ص 89.الخطيب ، صفحات من تاريخ الجزيرة ، ص 175
[80] عنوان المجد ج1 ، ص 146 – 147 وليت هذا العدد العرمرم الهائل سخِّر لتحرير البلاد العربية من نير الاستعمار الغربي!
[81] عنوان المجد ج1 ،ص 138
[82] عنوان المجد ، ج1 ، ص 151-152
[83] يجب على المنصف أن يقارن حكم الوهابية هذا بتخليص الإباضية بقيادة طالب الحق عبدالله بن يحيى الكندي اليمني لصنعاء من قهر بني أمية ، وإرجاع الأموال التي نهبها بني أمية إلى أهل صنعاء حتى إن طالب الحق وجيشه لم يستحلوا أخذ درهم واحد من هذه الأموال ، إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
[84] منقول بتصرف من (وسقط القناع) لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي ص 42 - 58

المصدر : موقع تاريخ الوهابية وقد دخل قائمة الممنوعات في المملكة الوهابية، لسبب بسيط وهو عدم قدرتهم على الرد بالمنطق فيلجأون إلى المنع. هذا الموقع المتواضع والغني بالمعلومات الموثقة أصبح مشكلة لحاملي الدكتوراه من علماء الوهابية

جرائم الوهابية فى المدينة المنورة وأحاديث النبى فى من أخاف أهلها


المدينة المنورة بلاد رسول الله صل الله عليه وسلم : 
اقتداء بيزيد بن معاوية صاحب وقعة الحرة الذي استباح المدينة المنوَّرة ثلاثة أيام يقتل وينهب فقد قام الوهابية بغزوها[34] ، وسننقل ههنا بالنص من كتابهم التاريخي الذي يحتفون به في كل محفل : (عنوان المجد في تاريخ نجد) (... أجمعوا على حرب المدينة ونزلوا عواليها ، ثمَّ أمر عبد العزيز ببناء قصر فيها فبنوه وأحكموه ، واستوطنوه ، وتبعهم أهل قباء ومن حولهم وضيَّقوا على أهل المدينة ، وقطعوا عليهم السوابل ، وأقاموا على ذلك سنين ... ولما طال الحصار على أهل المدينة وقعت المكاتبات بينهم وبين سعود من حسن قلعي وأحمد الطيار والأعيان والقضاة وبايعوا في هذه السنة).[35] 
وهكذا سقطت المدينة المنورة مستسلمة بعد أن مات أهلها جوعا ، ويالها من دناءة في محاربة بلاد حرمها رسول الله صل الله عليه وسلم . 
تربة وحزبة: 
وهما قريتان بالحجاز انقض عليهما جنود الوهابية في أواخر شعبان 1337هـ /1919م فقتلوا ونهبوا واعتدوا على الأعراض وأحرقوا النخيل ، وقد أحصي من قتل في تربة وحدها فبلغوا ثلاثة آلاف من المدنيين العزَّل ، وقد كان ذلك بعد سحقهم للجيش الشريفي بقيادة عبدالله بن الحسين ، وكانت الفاجعة بقيادة أشقى القوم ويدعى فيصل الدويش.[36]
بعد أن سردنا لك ما فعلته الوهابيه فى بلاد الحجاز وفى المدينة المنورة على وجه الخصوص 
نذكر لك أقوال الصادق المصدوق سيدنا محمد صل الله عليه وسلم فى المدينة وأهلها لتعلم على وجه اليقين 
من هم الوهابية 
حرمة المدينة : 
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا شَهْرٌ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لِكُلِّ نَبِي حَرَمٌ، وَحَرَمِي الْمَدِينَةُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّمُهَا بِحُرَمِكَ أَنْ لا يُؤْوَى فِيهَا مُحْدِثٌ، وَلاَ يُخْتَلَى خَلاهَا، وَلاَ يُعْضَدُ شَوْكُهَا، وَلاَ تُؤْخَذُ لُقَطَتُهَا، إِلاَّ لِمُنْشِدٍ».
حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، وَأَخْبَرَنِي جَابِرٌ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«مَثَلُ الْمَدِينَةِ كَالْكِيرِ، وَحَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام، مَكَّةَ، وَأَنَا أُحَرِّمُ الْمَدِينَةَ، وَهِي كَمَكَّةَ حَرَامٌ مَا بَيْنَ حَرَّتَيْهَا، وَحِمَاهَا كُلُّهَا، لاَ يُقْطَعُ مِنْهَا شَجَرَةٌ، إِلاَّ أَنْ يَعْلِفَ رَجُلٌ مِنْهَا، وَلاَ يَقْرَبُهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ الطَّاعُونُ، وَلاَ الدَّجَّالُ، وَالْمَلاَئِكَةُ يَحْرُسُونَهَا عَلَى أَنْقَابِهَا وَأَبْوَابِهَا».
حَدَّثَنَا موسى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَن جَابِرٌ، فذكر النهى عن حمل السلاح فقط.
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْمَدِينَةُ حَرَامٌ».
قَالَ: فذكر الحديث، وَزَادَ فِيهَا حُمَيْدٌ: «وَلاَ يُحْمَلُ فِيهَا سِلاحٌ لِقِتَالٍ».قلت: حديث أنس في الصحيح خلا حمل السلاح.
باب فيمن أخاف أهل المدينة:

حَدَّثَنَا عَلِي بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَمِيرًا مِنْ أُمَرَاءِ الْفِتْنَةِ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، وَكَانَ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُ جَابِرٍ، فَقِيلَ لِجَابِرٍ: لَوْ تَنَحَّيْتَ عَنْهُ، فَخَرَجَ يَمْشِي بَيْنَ ابْنَيْهِ فَنُكِّبَ، فَقَالَ: تَعِسَ مَنْ أَخَافَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: ابْنَاهُ، أَوْ أَحَدُهُمَا، يَا أَبَتِ وَكَيْفَ أَخَافَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ مَاتَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَقَدْ أَخَافَ مَا بَيْنَ جَنْبَىَّ».
حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فذكر المرفوع منه.
.باب المدينة لا يدخلها الدجال ولا الطاعون:
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ مِحْجَنِ بْنِ الأَدْرَعِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: «يَوْمُ الْخَلاَصِ، وَمَا يَوْمُ الْخَلاَصِ، ثَلاَثًا»، فَقِيلَ لَهُ: وَمَا يَوْمُ الْخَلاَصِ؟ قَالَ: «يَجِيءُ الدَّجَّالُ فَيَصْعَدُ أُحُدًا فَيَنْظُرُ الْمَدِينَةَ فَيَقُولُ لأَصْحَابِهِ: أَتَرَوْنَ هَذَا الْقَصْرَ الأَبْيَضَ؟ هَذَا مَسْجِدُ أَحْمَدَ، ثُمَّ يَأْتِي الْمَدِينَةَ، فَيَجِدُ بِكُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَكًا، مُصْلِتًا، فَيَأْتِي سَبْخَةَ الْجَرْفِ فَيَضْرِبُ رُوَاقَهُ، ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ ثَلاثَ رَجَفَاتٍ، فَلاَ يَبْقَى مُنَافِقٌ، وَلاَ مُنَافِقَةٌ، وَلاَ فَاسِقٌ، وَلاَ فَاسِقَةٌ، إِلاَّ خَرَجَ إِلَيْهِ، فَذَلِكَ يَوْمُ الْخَلاَصِ».
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ زَيْدٍ، يَعْنِي ابْنَ أَسْلَمَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَشْرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى فَلَقٍ مِنْ أَفْلاقِ الْحَرَّةِ، وَنَحْنُ مَعَهُ، فَقَالَ: «نِعْمَتِ الأَرْضُ الْمَدِينَةُ، إِذَا خَرَجَ الدَّجَّالُ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْ أَنْقَابِهَا مَلَكٌ، لاَ يَدْخُلُهَا، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ رَجَفَتِ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلاَثَ رَجَفَاتٍ، لاَ يَبْقَى مُنَافِقٌ، وَلاَ مُنَافِقَةٌ، إِلاَّ خَرَجَ إِلَيْهِ، وَأَكْثَرُ مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ، وَذَلِكَ يَوْمُ التَّخْلِيصِ، وَذَلِكَ يَوْمَ تَنْفِي الْمَدِينَةُ الْخَبَثَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ، يَكُونُ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْيَهُودِ عَلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ سَاجٌ وَسَيْفٌ مُحَلًّى، فَتُضْرَبُ رَقَبَتُهُ بِهَذَا الضَّرْبِ الَّذِي عِنْدَ مُجْتَمَعِ السُّيُولِ».
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا كَانَتْ فِتْنَةٌ، وَلاَ تَكُونُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ أَكْبَرَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَلاَ مِنْ نَبِي إِلاَّ وَقَدْ حَذَّرَ أُمَّتَهُ، وَلأُخْبِرَنَّكُمْ بِشَىْءٍ مَا أَخْبَرَهُ نَبِيٌّ أُمَّتَهُ قَبْلِي»، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنِهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَرَ».
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: كَانَ بُرَيْدَةُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَمَرَّ مِحْجَنٌ عَلَيْهِ وَسُكْبَةُ يُصَلِّي، فَقَالَ بُرَيْدَةُ- وَكَانَ فِيهِ مُرَاحٌ- لِمِحْجَنٍ: أَلاَ تُصَلِّي كَمَا يُصَلِّي هَذَا؟ فَقَالَ مِحْجَنٌ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ بِيَدِي فَصَعِدَ عَلَى أُحُدٍ، فَأَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: «وَيْلُ أُمِّهَا قَرْيَةً، يَدَعُهَا أَهْلُهَا خَيْرَ مَا تَكُونُ، أَوْ كَأَخْيَرِ مَا تَكُونُ فَيَأْتِيهَا الدَّجَّالُ، فَيَجِدُ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهَا مَلَكًا مُصْلِتًا جَنَاحَيْهِ، فَلاَ يَدْخُلُهَا»، قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ يُصَلِّي، فَقَالَ لِي: «مَنْ هَذَا؟»فَأَتَيْتُ عَلَيْهِ فَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ خَيْرًا، فَقَالَ: «اسْكُتْ لا تُسْمِعْهُ فَتُهْلِكَهُ»، قَالَ: ثُمَّ أَتَى حُجْرَةَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ، فَنَفَضَ يَدَهُ مِنْ يَدِي، قَالَ: «إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ، إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسُرُهُ».
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَال: فَذَكَرَ مَعْنَاهُ.
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَرَّاظُ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولانِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ في مَدِينَتِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ في صَاعِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ في مُدِّهِمُ، اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَبْدُكَ وَخَلِيلُكَ، وَإِنِّي عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ سَأَلَكَ لأَهْلِ مَكَّةَ، وَإِنِّي أَسْأَلُكَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ، كَمَا سَأَلَكَ إِبْرَاهِيمُ لأَهْلِ مَكَّةَ، وَمِثْلَهُ مَعَهُ، إِنَّ الْمَدِينَةَ مُشْتَبِكَةٌ بِالْمَلاَئِكَةِ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَكَانِ يَحْرُسَانِهَا، لاَ يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ، وَلاَ الدَّجَّالُ، فَمَنْ أَرَادَهَا بِسُوءٍ أَذَابَهُ اللَّهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ في الْمَاءِ». قلت: في الصحيح بعضه.
حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ الثَّقَفِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْمَدِينَةُ وَمَكَّةُ مَحْفُوفَتَانِ بِالْمَلاَئِكَةِ، عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَكٌ، لا يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ، وَلاَ الطَّاعُونُ».
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ عَمٍّ لأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، يُقَالُ لَهُ: عِيَاضٌ، وَكَانَتْ بِنْتُ أُسَامَةَ تَحْتَهُ، قَالَ: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ خَرَجَ مِنْ بَعْضِ الأَرْيَافِ، حَتَّى إِذَا كَانَ قَرِيبًا مِنَ الْمَدِينَةِ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ أَصَابَهُ الْوَبَاءُ، قَالَ: فَأَفْزَعَ ذَلِكَ النَّاسَ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي لأَرْجُو أَنْ لاَ يَطْلُعَ عَلَيْنَا نِقَابُهَا. يَعْنِي الْمَدِينَةَ».
وحَدَّثَنَاه الْهَاشِمِي وَيَعْقُوبُ، وَقَالاَ جَمِيعًا: إِنَّهُ سَمِعَ أُسَامَةَ.
قَالَ عَبْدُ اللَّه: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ عَمٍّ لأُسَامَةَ قال.... وَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَهُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: عِيَاضُ بْنُ ضَمْرَى.

ـــــــــــــــــ

[34] كثيراً ما يثني الوهابية وخصوصاً وهابية الكويت على يزيد في أشرطتهم ومحاضراتهم بأحسن ما في جعبهم من صفات وكأنهم –وعلى أقل تقدير-لا يقلدون إمامهم أحمد فيه حين قال لابنه صالح (يا بني ، وهل يحب يزيد أحد يؤمن بالله واليوم الآخر ؟) راجعه في مقال التماحك (1-2)
[35] عثمان بن بشر الحنبلي النجدي ت 1288هـ ، عنوان المجد في تاريخ نجد ، الناشر مكتبة الرياض الحديثة ، بدون تاريخ نشر ، وقد فهرس الجزء الأول منه وضبط أسماء البلدان فيه الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة المدرس بالحرم الشريف ، ج1 ، ص 137
[36] الخطيب ، صفحات من تاريخ الجزيرة ص 188 

السبت، 22 يونيو 2013

من عرف نفسه فقد عرف ربه


 ذكر السيوطي في الحاوي للفتاوي رسالة
(العجاجة الزرنبية في السلالة الزينبية)
أنه سئل عن حديث: من عرف نفسه فقد عرف ربه فأجاب:
قل لمن يفهم عني ما أقول * قصر القول فذا شرح يطول
ثَم سر غامض من دونه * ضربت والله أعناق الفحول

أنت لا تعرف إياك ولا * تدر من أنت ولا كيف الوصول
لا ولا تدري صفات ركبت * فيك حارت في خفاياها العقول

أين منك الروح في جوهرها * هل تراها فترى كيف تجول
هذه الأنفاس هل تحصرها * لا ولا تدري متى منك تزول

اين منك العقل والفهم إذا * غلب النوم فقل لي يا جهول
أنت أكل الخبز لا تعرفه * كيف يجري منك أم كيف تبول

فإذا كانت طواياك التي * بين جنبيك كذا فيها خلول
كيف تدري من على العرش استوى * لا تقل كيف استوى كيف النزول

كيف يجلى الله أم كيف يُرى * فلعمري ليس ذا إلا فضول
هو لا كيف ولا أين له * وهو رب الكيف والكيف يحول
وهو فوق الفوق لا فوق له * وهو في كل النواحي لا يزول
جل ذاتا وصفات وسما * وتعالى قدره عما أقول

الأحد، 16 يونيو 2013

الجمع بين الإستواء وحديث النزول يهدم العقيدة الوهابيه



لشيخنا الدكتور وليد الزير صلاح الدين الادلبي حفظه الله تعالى
قال الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر في تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي - (1 / 127): " ومن قال يخلو العرش عند النزول أو لا يخلو ، فقد أتى بقول مبتدع ورأي مخترع ": يشير المصنف ـ رحمه الله ـ (أي عبد الغني)
إلى مسألة تتعلق بنزول الله عز وجل إلى سماء الدنيا ، وهي : حينما ينزل هل يخلو منه العرش أو لا يخلو ؟"
والأقوال التي ذكرت في هذه المسألة ثلاثة ، لخصها شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله :"منهم من ينكر أن يقال : يخلو أو لا يخلو ، كما يقول ذلك الحافظ عبد الغني وغيره . ومنهم من يقول : بل يخلو منه العرش ، وقد صنف عبد الرحمن بن منده مصنفاً في الإنكار على من قال : لا يخلو منه العرش ... والقول الثالث ، وهو الصواب ، وهو المأثور عن سلف الأمة وأئمتها : أنه لا يزال فوق العرش ، ولا يخلو العرش منه ، مع دنوه ونزوله إلى السماء الدنيا ، ولا يكون العرش فوقه".
وإنما صوَّب شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ القول الثالث لما فيه من الجمع بين النصوص التي تثبت الاستواء لله تبارك وتعالى على الوجه اللائق به وأنه سبحانه مستو على عرشه بائن من خلقه ، مع الحديث المثبت للنزول .
فالله عز وجل مستو على عرشه بائن من خلقه ، وينزل كيف شاء ، ولا يشبه نزوله سبحانه نزول المخلوقين ، واللوازم التي تلزم في نزول المخلوقين : من شغر مكان وحلول في مكان ، ليست لوازم لصفة الرب ، وإنما هي لوازم لصفة المخلوق .
واختار ابن القيم ـ رحمه الله ـ قول الحافظ عبد الغني ، فقال :"أما الذين أمسكوا عن الأمرين ، وقالوا : لا نقول : يتحرك وينتقل ولا ننفي ذلك عنه .فهم أسعد بالصواب والاتباع ، فإنهم نطقوا بما نطق به الكتاب ، وسكتوا عما سكت عنه".انتهى كلام عبد الرزاق البدر.

قال وليد: لن أعلق على كل كلمة وردت هنا ولكن ما يهمني هنا هو قول الشيخ البدر" ولا يشبه نزوله سبحانه نزول المخلوقين ، واللوازم التي تلزم في نزول المخلوقين : من شَغْر (فراغ) مكان وحلول في مكان ، ليست لوازم لصفة الرب ، وإنما هي لوازم لصفة المخلوق"
قال وليد: هل تعلم أن هذا كلام إذا قطعته عن سياقه وسباقه هو عين ما تقوله الأشاعرة في النزول وفي سائر الصفات المتشابهة عندنا؟ وقبل أن أكمل شرح ذلك أورد كلام ابن تيمية بنصه حتى لا يقال أنت أتيت بكلام أحد أتباعه، يقول ابن تيمية في كتابه شرح حديث النزول لابن تيمية (2/ 117): "وليس نزوله كنزول أجسام بني آدم من السطح إلى الأرض، بحيث يبقى السقف فوقهم،بل اللّه منزه عن ذلك" وهذا عين ما قاله شارحه الشيخُ البدر، فتأمل حين يقول "وليس نزوله كنزول أجسام...." هذا ما يقوله أصحابنا أيضا، وابن تيمية أقام الدنيا عليهم حين كانوا يقولون مثل هذا الكلام فلِمَ وافقهم هنا؟
في الواقع كما قيل في المثل: مكره أخاك لا بطل، ابن تيمية لم يقل هذه العبارة من فراغ أو حباً في موافقة الأشاعرة، بل وجدها الملجأ الأخير ليخلص من التعارض الحاصل بين الاستواء والنزول والنصوص التي جاءت في كليهما بعد أن حملهما ابن تيمية على ظاهرهما كما سبق بيانه في الحالة الأولى.
وخلاصة مقاربة ابن تيمية في هذا التعارض هو ما زعمه من أن الله مستو على العرش بذاته وينزل بذاته ولا يخلو منه العرش حين ينزل وفاء بمذهبه في الصفات وأنها تُحمل على المعنى الظاهر الحسي؛ ولكن هذا القول الذي خَلَص إليه غيرُ مفهوم إذ كيف يَنزل بذاته ولا يخلو منه العرش لا سيما مع قوله أن نزوله نزول بنقلة وحركة، ومَن يَنف النُقلة والحركة عن نزوله ـ كقول أصحابنا ـ فهو مبتدع عند ابن تيمية، فكيف يَنزل بنُقلة وحركة ولا يخلو منه العرش؟
إن معنى النزول الحسي هو الانتقال من المكان العالي إلى المكان السافلوهذا يعني ببساطة أن من ينزل من فوق إلى تحته يخلو منه الفوق ويصير في التحت؟ فكيف جمع ابن تيمية بين استوائه على عرشه ونزوله بذاته دون أن يخلو منه العرش؟ هذا لا يستقيم مطلقا؟
والواقع أن هذا التناقض أدركه ابنُ تيمية فلجأ إلى عبارة الأشاعرة وهي أن نزول الله ليس كنزول الأجسام، وذلك ليفر ويخلص من هذا التناقض،وليحافظ على الجمع بين إثبات صفتي الاستواء والنزول بعد أن حملهما على ظاهرهما الحسي؟ 
ولكن عبارة الأشاعرة هنا لن تنفعه؛ لأن الأشاعرة يستخدمون هذه العبارة لينفوا عن الله النزول الحسي للأجسام ويثبتوا نزولا معنويا، لأن الله عندهم ليس بجسم، وأما ابن تيمية الذي يثبت نزولا حسيا بنقلة وحركة من فوق إلى تحت، ولا ينفي عن الله الجسمية بل يعتبر نفيه بدعة، فماذا تنفعه هذه العبارة؟ على العكس تماما فهي تقوض مذهبه برمته الذي أفنى عمره ليشيده، وتُبطل نكيرَه على الأشاعرة في تأويلهم لنصوص الصفات، وبيان ذلك:
إنه حين يقول ابن تيمية إن نزوله تعالى ليس كنزول الأجسام، وحين يقول الشيخ البدر شارحا لكلام ابن تيمية: "ولا يشبه نزوله سبحانه نزول المخلوقين ...".اهـ فنحن لا نقول أكثر من هذا في النزول، إذ نحن نقول إننزول الباري لا يشبه نزول المخلوقين فإذا كان الخلق ينزلون بانتقالٍ من علو إلى سفل فنزوله منزه عن ذلك، فهو ينزل بلا حركة ولا انتقال.
فإن قلتم: هذا تأويل بل تحريف للنزول، لأن النزول في لغة العرب لا يكون إلا بنقلة وحركة من فوق إلى تحت،

قلنا: وأيضا النزول في لغة العرب لا يكون إلا بخلو النازل من مكانه العالي وحلوله في المكان النازل، فأما أن يَنزل من فوق إلى تحت ولا يخلو منه فوق حين ينزل إلى تحت: فهذا لا تعرفه العرب،
وبالتالي يكون قولكم في النزول تحريف لحديث النزول، بل تحريفكم أوضحلأننا حَمَلنا النزول في الحديث على النزول المعنوي وهذا ثابت في لغة العرب وله شواهد كثيرة*، وأما تفسيركم للنزول بأنه لا يخلو منه العرش فلا يشهد له عرب ولا عجم.
فإن قلتم: نعم إن النزول في لغة العرب يلزم منه خلو النزول من مكانه العالي وحلوله في المكان السافل، ولكن هذا النزول إنما هو في حق المخلوق ونزول الله لا يماثل نزول المخلوقات، فالله قادر على أن ينزل ولا يخلو منه العرش على "حد تعبير ابن عثيمين".
قلنا: وكذلك نقول إن النزول في لغة العرب يلزم منه النقلة والحركة من المكان العالي إلى السافل ولكن هذا في حق المخلوقين فأما نزوله تعالى فلا يماثل نزول المخلوقين، بل نزوله من غير حركة ولا انتقال، والله قادر على أن ينزل دون حركة وانتقال، كقولكم تماما، وما هو جوابكم هو جوابنا.
وكذلك نقول في سائر الصفات، فمجيؤه بلا حركة وانتقال، وكذلك الاستواء فهو استوى بدون استقرار ولا جلوس، وله يدان دون أن تكونا جارحتين،ويتكلم دون حرف أو صوت، لأن هذه أي الحركة والانتقال والجوارح والحرف والصوت كلها من لوازم المخلوقين، والله لا يماثلهم، بل هو قادر على أن يتصف بالصفات دون هذه اللوازم، تماما كما قلتم إنه ينزل ولا يخلو منه العرش، وما هو جوابكم هو جاوبنا.
أرأيتم أحبابي كيف هدم ابنُ تيمية مذهبَه، وأبطلَ نكيره على أصحابنا بمجرد قوله إن نزوله تعالى ليس كنزول المخلوقين، وإنه ينزل ولا يخلو منه العرش.
ولقد أدرك ابنُ القيم هذه الورطة الكبيرة التي وقع فيها ابن تيمية، فخالف شيخه في المسألة ـ مع أنه أَلْزمُ لشيخه من ظِلّه فلا يكاد يخالفه قط ـ

وقال: ينزل ولا نقول يخلو منه العرش ولا نقول لا يخلو، وهذا مذهب الشيخ عبد الغني المقدسي كما في النص أعلاه.

والواقع أن هذا ما مال إليه معظم السلفية المعاصرة كابن عثيمين وغيره، بل إن الأخير اعتبر السؤال عن الخلو وعدمه بدعة لم يتكلم فيها الصحابة.ولكن هذا لا يحل أصل الإشكال هو الجمع بين ظاهر أية الاستواء وحديث النزول، فإما أن تقولوا يخلو منه العرش حين ينزل وهذا قول ابن مندة،ولكن عبد الغني وابن تيمية وأتباعه قالوا هذا قول باطل وبدعة، مع أن ابن تيمية حكى قول ابن مندة كأحد الأقوال الثلاثة لأهل الحديث، وهم عنده أهل السنة، فكيف هو قول لأهل السنة ويكون باطلا؟
وإما أن تقولوا: لا يخلو منه العرش، وهو قول ابن تيمية، وهذا القول هو عند عبد الغني بدعة أيضا واعتبره ابن مندة قولا باطل وصنف كتابا في رده كما سبق**؛

وقد رأينا أنه قول يهدم مذهب ابن تيمية في الصفات، لذلك تركه ابن القيم وابن عثيمين وكثير من السلفية***.
وإما أن تقولوا : لا نقول يخلو ولا نقول لا يخلو منه العرش ولا نُفكّر بذلك أصلا بل هو بدعة، وهذا اختاره ابن القيم وابن عثيمن، ولكن يَرِدُ عليهنفس الإشكالات السابقة بعينها، إذ سنقول لكم: إنكم قلتم: إن النزول في الحديث يُحمل على ظاهره في لغة العرب وهو النزول الحسي.
ولكن النزول الحسي في لغة العرب لا يكون إلا بانتقال من فوق إلى تحت مع خلو من فوق وحلول إلى تحت،

فإذا قلتم: إنه ينزل وتوقفتم عن الجزم بأنه يخلو من العرش بعد أن ينزل فقد تَنَكبتم عن لغة العرب وحرفتموها وأتيتم بمعنى لا تعرفه العرب؛ وحينها فنحن أيضا لا بأس بأن نخالف لغة العرب ونحمل النزول على المعنى الذي نريد، وما هو جوابكم هو جوابنا، هذا إذا سلمنا أن النزول المعنوي الذي ذهبنا إليه ليس من لغة العرب؛ والسلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــ
* كقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح: 4]، وحديث البخاري: " أن الأمانة نزلت من السماء في جذر قلوب الرجال".
** فانظر إلى الأقوال الثلاثة في الخلو من العرش وعدمه والتوقف التي حكاها ابن تيمية وزعم أنها لأهل الحديث أو لأهل السنة أو أن بعضها للسلف 

منقول للدكتور وليد الزبر